طلقات
النار.. صوت الهتافات.. هى وسيلة متعة زياد جابر، المقيم بحى الهرم، حيث يتوسط
منزله مجموعة من الجوامع التى يخرج منها مؤيدو مرسى يوميا للدعوة لعودته مرة أخرى،
يقول زياد، خرجنا فى 30 يونيو وما تلاها من أيام وفوضنا الجيش بفض الاعتصامات،
ويجب عليها بعد ذلك تحمل هذه المسئولية، يخرجون كل يوم فى أوقات مختلفة غير مرتبطة
بأداء فريضة الصلاة يقومون بإطلاق الشعارات ودعوة السكان للانضمام إليهم، ويقوموا
فى أوقات أخرى بإطلاق أعيرة نارية فى الهواء دون داعى، المقصود منها هى إثارة
الرعب بين السكان، ولكن الغريب أن سكان المنطقة اعتادوا هذه الأصوات وأصبحت مثل "رش
الميه" يوميا.
ولك
يكن زياد هو الساكن الوحيد المستمتع بأصوات طلقات النار، ولكن غالبية سكان المنطقة
يفسرون متعتهم فى هذا بطرق مختلفة، ويضيف، مجدى على، قائلا، الاستمتاع ليس معناه
أننا نريده أن يستمر، ولكن علينا أن نكون جميعا قد المسئولية التى تضع علينا،
فلدينا أسر وأطفال علينا أن نظهر أمامهم بصورة قوية ونقوم بإعطائهم التبريرات
المختلفة حتى لا يصيبهم الرعب، ولكننا نتمنى أن ننتهى من هذه الحالة حتى تعود
أصوات العصافير إلينا بدلا من طلقات النار.
وكان
من المتوقع أن تقف النساء والفتيات ويصرخون عند سماع طلقات النار ووجود الحشود فى
الشوارع، ولكن أثبتوا أنهم لا يخافون إلا الله، فتقول، ريهام أحمد، والدى كان
ضابطا فى حرب أكتوبر، كان يحكى لنا قديما عن البطولة والتحمل ضد الأعداء حتى نحصل
على أرضنا التى اغتصبوها، وأنا اعتبرت أن الإرهاب الموجود حاليا فى وطننا محتل،
لابد أن أظهر أمامه فى صورة القوية حتى إذا كنت ارتجف من داخلى، فنحن خير جنود
الأرض دائما داخليا وخارجيا.
ونظرا
لاتحاد بعض سكان المنطقة على فكرة توضيح الأمور لأطفالهم كلا وفق سنه، تقول الطفلة
شيماء سيد، والدى يعمل حارس أحد العقارات فى شارع الهرم، وأقوم بمساعدته بشراء بعض
الطلبات لسكان العمارة، أخرج إلى الشارع وعند سماع صوت أحد مسيراتهم أدخل فى أحد
العمارات القريبة حتى يمروا ثم أعود إلى البيت، ولم أكن وحدى أقوم بذلك فقمت
بالاتفاق مع أطفال الحى القريب بعمل ذلك حتى لا نشعر "بالملل"، ولكن
حرمنا الحظر ووجود بعض الاشتباكات فى الشارع من اللعب مع بعضنا فى الشارع والتزم
كلا منا منزله.