مهنتهم
لا تعترف بفارق السن، تجد فيها "العيل" ابن السبع والثمانى سنوات،
والواد البرم ابن العشرين اللى عامل فيها فتوة وعايز يحمّل أول واحد، والراجل اللى
بيجرى على عياله، وعم الشيخ اللى بيكفى نفسه بعد ما جوز أولاده.
الأغنية
الشعبية هى البنزين الذى تسير به ماكيناتهم، والسرعة والفهلوة هى شعارهم، من الأخر
من يدخل هذه المهنة لازم يبقى واد مخلص وقلبه ميت.
لكل
منهم حكمة يسير بها فى حياته وفى طريقه، ولذلك تجد على ظهر كل "توك توك"
حكمة تعبر عن شخصية صاحبه واستايله فى الحياة.
"الزمن
اللى إحنا فيه صعب الجدع تلاقيه".. هى الحكمة التى ألصقها سائق "التوك
توك" العشرينى "إسلام أبو النجا" على ظهر ماكينته، وبرغم أن لديه
أصدقاء كثر لكنه يقول أسفاً "قليل أوى لما تلاقى صاحب جدع، اتلسعت من غدر
الصحاب كتير عشان كده كتبت الجملة دى على الكمبيوتر، وطبعتها ولزقتها على "التوك
توك".
بينما
عبر "محمد فراج" عن استايله الخاص بوضع لافتة أعلى ماكينته كتب عليه "البُرم"،
وعلق على رأس "توك توكه" ريشة.
ولأن
السائقين ليسوا عندهم صبرا، اختار "نادر حسام" أن تكون حكمته فى "التوك
توك" الذى اشتراه مستعملا بـ8 آلاف جنيه قبل عامين لينفق على صغاره الثلاثة، "الصبر
جميل" شاكيا من المشاحنات اليومية بين سائقين التكاتك "السواقين معندهمش
صبر وكل واحد عايز يحمل قبل التانى"، مبررا انتشار الحكم على ظهور التكاتك
بقوله "كل واحد بيعبر عن شخصيته بالحكمة اللى بيكتبها".
ولأن
الشارع كله مشاكل استعان بـ"حسن أحمد" بدعاء " استرها يا رب"،
ليكون رفيقه على الطريق، مشيرا إلى أن المشاكل لا تنتهى بسبب الزحام والسيارات
العكسية والمشاحنات مع الزبائن على الأجرة بينما اختار جاره المعوذتين لتكفيه شر
الحسد.
من
لا يضع حكمة يضع أى اسم يعرف به فى منطقته فالسائق الشاب "مدحت صالح" اختار
اللقب الذى يشتهر به فى منطقته "أبو الهدد" ليكون رفيقه فى الكفاح وكتبه
على ظهر "التوك توك".
وهناك
من اختار أن يتشارك حكمته فى الحب والحياة مع الآخرين فتجد من كتب "الحب فعل
ماضى كله كلام فاضى"، و"عشان تعيش الحياة متصاحبش أى فتاة" وأخر
علمته التجربة أن " الفلوس تتحدث جميع اللغات" و"الشمال مش اتجاه
الشمال أسلوب حياة"، و"التقدير خسرنا كتير".
بينما
قام "شوقى أبو عبد الله" بوضع مجموعة من الحكم والكلمات التعريفية على
ماكينته، وهى "مسير الغايب راجع يا بلد المواجع"، و"لو للشقاوة رتب
كان زمانى وزير"وأخيرا"كله بالحب".