على
بُعد خطوات من قفصه الخشبى المستطيل، تجده واقفا فى ثبات يطير الحمام فى عنان
السماء وهو واثق من عودته إليه فى نهاية اليوم.
"مصطفى"
-27 سنة، والشهير بـ"زغلولة" يبيع حمام وسط حى أرض اللواء، مهنته لم تأت
نتاجا للبطالة كحال غيره من الشباب، ولكن هواية أحبها منذ أن كان عمره سبع سنوات،
وتمرس على تربيتها وبيعها حتى ذاعت شهرته.
يحكى
"زغلولة" عن بدايته فى هذه المهنة: أنشأت قفص حمام فى أعلى منزلى وأوليت
له اهتماما خاصا وكنت أضع الطعام والشراب له بشكل يومى، وهذا شىء تعودت عليه، منذ
سنوات فمنذ طفولتى وأنا أمارس بيع الطيور، لأن الحمام هو هوايتى المفضلة.
ويضيف:
"مش أى حد يقدر يربى حمام، وخاصة أنه مش بيقبل كل الأكل فهو "سلطان
الطيور" ممكن يأكل الحبوب الغذائية مثل القمح والغلة ولكن بشرط أن يكون حصى
غير مطحون كالذرة والشعير والعدس، والفول والأرز".
ويؤكد
"زغلولة" أن الحمام يعيش على هيئة أزواج متوالفة بشكل جماعى أو فردى،
ولا توجد فروق شكلية واضحة بين أصنافه.
ويشير
بائع الحمام: أول نوع تم استئناسه يسمى "حمام الصخور" عاش منذ 5000 سنة،
بين المنحدرات والرفوف الصخرية ويتميز هذا النوع من الحمام بلونه الأزرق، ويضيف : كان
قدماء المصريين يربون الحمام فى أبراج من الطين والفخار والتى مازالت مستعملة حتى
الآن فى القرى.
ويستطرد
حديثه: الحمام من أكثر الطيور انتشاراً فى كل من الريف والحضر على حد سواء، ويتميز
عن غيره من الأنواع الداجنة الأخرى بسهولة تربيته ومقاومته لكثير من الأمراض
والظروف الجوية المختلفة، كما أن تكلفة تغذيته منخفضة.
"زغلولة"
أكد استحالة الإلمام بكافة أنواع الحمام لتعددها وكثرة الخلط بينها، ويتم تصنيف
الحمام بالنظر إلى عدة عوامل من حيث الشكل أو اللون أو خصائص الطيران، ولعل أشهرها
الحمام البلدى والبرى وأغلاها ثمنا وأقلها انتشارا حمام الشقلباظ أو القلاب.
وعن
مدى الإقبال على شرائه، يقول: ''والله سوق الحمام متأثر بأحوال البلد عموماً بعد
الثورة، لأن ''السوق نايم''، وكل الناس بتشتغل بقوانينها الخاصة.