بدأ السيناتور جورج ميتشيل المبعوث الأمريكي لعملية السلام في الشرق الأوسط لقاءاته التي تمهد لبدء المحادثات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
فقد التقي أمس بالقدس المحتلة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو, كما سيعقد اجتماع آخر بينهما اليوم قبل أن يتوجه الي رام الله للاجتماع بالرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن والذي من المقرر أن يعلن عن إطلاق المباحثات غير المباشرة مع الجانب الإسرائيلي عقب اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد غد السبت.
وقد استبق دان ميريدور نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه التحركات بإعلانه أن المحادثات غير المباشرة مع الجانب الفلسطيني بات مصيرها الفشل, معربا ـ في مقابلة مع صحيفة جيروزاليم بوست الناطقة بالانجليزية أمس ـ عن اعتقاده بأن هذه المحادثات لن تفضي الي أي نتيجة, لافتا الي أن كل طرف سيعمل علي اجتذاب الأمريكيين الي جانبه, مما سيترك أثرا معاكسا ويتسبب في المزيد من التباعد بين الطرفين.
وأوضح ميريدور وهو المكلف بملف الاستخبارات والملف النووي الايراني أن المفاوضات المباشرة وحدها هي التي توفر لإسرائيل تبني خيارات صعبة تحظي بإمكانية النجاح. وقد عقد أمس المجلس الوزاري المصغر للشئون الأمنية والسياسية برئاسة نيتانياهو, وناقش عددا من القضايا السياسية والاستخبارية من بينها التصورات الإسرائيلية لانطلاق عملية السلام.
ومن المقرر أن تستغرق المحادثات غير المباشرة والتي ستأخذ شكل جولات مكوكية يقوم بها ميتشيل بين القدس المحتلة ورام الله وواشنطن نحو أربعة أشهر. وفي تلك الأثناء كشف المستشار السياسي للرئيس الأمريكي دافيد أكسلرود أن موضوع القدس سيتم بحثه في نهاية المباحثات غير المباشرة وهو ما وافق عليه الرئيس باراك أوباما, موضحا أنه سيتم التركيز في بداية المفاوضات علي القضايا المتعلقة بالترتيبات الأمنية والمياه والحدود, وذلك لوجود تخوفات من أن يفجر موضوع القدس المفاوضات قبل أن تبدأ. وأشار الموقع الالكتروني لصحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية الي ان موافقة أوباما علي تأجيل بحث موضوع القدس جاءت متوافقة مع الرغبات الإسرائيلية, حيث يصر نيتانياهو علي أن الموضوع الذي سيتم بحثه مع الجانب الإسرائيلي هو الترتيبات الأمنية, ومن ثم موضوع المياه والحدود علي أن يأتي موضوع القدس واللاجئين في نهاية المفاوضات.
وميدانيا قصفت قوات الجيش الإسرائيلي, فجر أمس منازل المواطنين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة.
وأفادت مصادر فلسطينية, أن الجنود الإسرائيليين المتمركزين داخل الأبراج العسكرية فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة بكثافة وبشكل عشوائي صوب المنازل في حي النهضة شرق المحافظة.
وأضافت المصادر أن القصف الإسرائيلي ألحق اضرارا مادية في بعض المنازل وأوجد حالة من الهلع في صفوف المواطنين لاسيما الأطفال منهم دون أن يبلغ عن وقوع اصابات.
وكانت دبابات تابعة للجيش الإسرائيلي توغلت صباح أمس الأول شرق رفح وجرفت مسجدا وألحقت دمارا واسعا في الأراضي الزراعية والممتلكات.
وفي الضفة الغربية, اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح أمس عشرة فلسطينيين من محافظتي نابلس وطوباس.
وذكرت مصادر محلية في نابلس أن قوات الاحتلال اقتحمت قريتي بورين وتل بمحافظة نابلس, واعتقلت تسعة فلسطينيين ونقلتهم إلي جهة غير معروفة.
وأكدت المصادر انه خلال اقتحام المنازل في قرية بورين, عمدت قوات الاحتلال إلي إجراء تفتيش تعسفي تخلله العبث بمحتويات المنازل وتحطيم الأبواب. وأوضحت المصادر أن جنود الاحتلال داهموا أيضا مخيم الفارعة بمحافظة طوباس واعتقلوا الفتي إيهاب إبراهيم أبو ماضي(17 عاما).