نشرت منظمة العفو الدولية أخيرا صورا بالأقمار الصناعية لعدد من أحياء مدينة حلب قبل وبعد بدء المعارك في يوليو من العام الماضي، وأظهرت الصورة الأخيرة المدينة الواقعة شمالي سوريا بلا معالم.

وأكدت المنظمة أن ثاني المدن السورية "دمرتها" الحرب منذ عام وأن سكانها يتعرضون بالإضافة إلى القصف اليومي من قبل القوات الحكومية، إلى سوء معاملة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة المسلحة.

وبحسب المنظمة، تكشف الصور عن مدى الاستهانة التامة بالمبادئ الأساسية للقانون الإنساني الدولي، ما أدى إلى دمار واسع النطاق وموت وتهجير، إذ أجبرت الحرب عددا كبيرا من السكان على النزوح عن المدينة المنكوبة.

وقالت المسؤولة في المنظمة، الدولية دوناتيلا، إن "حلب مدمرة بالكامل" مشيرة إلى أن "البحوث التي كشفنا عنها اليوم تظهر حجم الدمار منذ شهر أغسطس 2012"، الذي يتزامن مع بدء القوات الحكومية حملة القصف الجوي على المدينة.

وأضافت أن القصف أودى بحياة عشرات آلاف المدنيين، وتسبب أيضا في تدمير واسع النطاق لمنازل المدنيين والبنية التحتية في المدنية، معتبرة أن "هذه خطوة مهمة جدا في عملية توثيق جرائم الحرب التي ترتكب على الأرض".

كما أعربت المنظمة عن قلقها على المواقع التاريخية في المدينة، ولاسيما السوق القديمة التي احترق جزء منها ومئذنة المسجد الأموي التي دمرت، وأكدت "استنادا إلى القانون الإنساني الدولي فإن الطرفين المتواجهين ملزمان باحترام وحماية المواقع التراثية".

هجوم على مبنى المخابرات

من جهة اخرى، شن مقاتلو المعارضة، الأربعاء، هجوما للسيطرة على المناطق المحيطة بمبنى المخابرات الجوية، أحد ابرز معاقل النظام في حلب.

وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، إن "مقاتلي المعارضة يشنون هجوما في محاولة للسيطرة على المباني المحيطة" بالمبنى الواقع عند الأطراف الشمالية الغربية للمدينة.

تأتي الاشتباكات غداة سيطرة معارضين على مطار منغ العسكري الواقع في ريف حلب الشمالي، بعد أشهر من الحصار والمعارك.

وقال ناشطون معارضون للنظام في حلب إن المقاتلين يحاولون بعد السيطرة على المطار، التقدم في اتجاه بلدتي نبل والزهراء في ريف حلب، اللتين يحاصرهما المعارضون منذ مدة طويلة.

وتواصلت المعارك في مناطق مختلفة من البلاد، مع ترقب حلول عيد الفطر الخميس، ولم تلق دعوة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة إلى هدنة خلال أيام العيد، أي آذان صاغية.