بعد تقديمها
شخصية الوزيرة الفاسدة فى دراما رمضان الماضى، اختارت إلهام شاهين أن تخوض سباق
الدراما الرمضانية من خلال عمل ينتمى لنوعية «الكوميديا السياسية»، وهو «نظرية
الجوافة».
«إلهام» التى
باتت من الوجوه الرمضانية التى يبحث عنها المشاهد وينتظر ما تقدمه من أعمال، تحمل
دائماً قضايا حيوية، وتثبت يوماً بعد يوم قدرتها على التجديد والتنويع فى اختيار
أدوارها، تتحدث عن ظروف اختيارها للعمل، وتصديها لإنتاجه، خاصة أنه يضم أكثر من 35
نجماً ونجمة، كما تتحدث عن حملات المقاطعة التى طاردت العمل، ورؤيتها لطبيعة
المنافسة الدرامية ونسبة الإقبال على الدراما فى ظل الأحداث السياسية المسيطرة على
الساحة.
* بداية، ما
الذى دفعك للتصدى لإنتاج مسلسل «نظرية الجوافة»؟
- هذه ليست
المرة الأولى التى أتصدى فيها لإنتاج عمل فنى، وعادة ما يتم ذلك فى إطار إيمانى
الشديد بالفكرة التى يقدمها العمل واقتناعى بضرورة تقديمها فى هذا التوقيت، وذلك
دون النظر لحسابات المكسب والخسارة التى تحكم الكثير من المنتجين فى اختياراتهم
للأعمال التى يقدمونها، وعليه فقد تحمست بشدة لفكرة مسلسل «نظرية الجوافة» عندما
عرضها علىّ المخرج والمؤلف مدحت السباعى، ووجدت أنه من الواجب علىّ أن أتصدى
لإنتاجه فى ذلك التوقيت الذى قد يتردد فيه كثير من المنتجين فى تقديمه، سواء بسبب
ما يحمله فى مضمونه من انتقادات للنظام القائم وقتها، أو حتى بسبب طبيعة الارتباك
فى سوق الإنتاج الدرامى التى قد تؤثر على تسويق أى عمل فى الظروف العادية.
* وما الذى
جذبك لسيناريو العمل؟
- أكثر ما لفت
نظرى فى العمل وحمّسنى له هو عرضه لعدد كبير من المشاكل التى نواجهها فى المجتمع
المصرى على اختلاف الفئات والطبقات، ولكن بشكل ساخر؛ حيث إننا فى العامين الماضيين
أصبحنا نعانى حالة اكتئاب عامة تتزايد كل يوم، فاخترنا أصعب أنواع الكوميديا التى
تجعل الإنسان يسخر من واقعه وآلامه ومشاكله، وهذا من خلال قصة طبيبة نفسية تحضّر
لرسالة دكتوراه عن الاكتئاب الجماعى، لتثبت أن الاكتئاب قد لا يصيب فرداً بشكل
أساسى ولكن من الممكن أيضاً أن يصيب مجتمعاً كاملاً بسبب الظروف السيئة التى يمر
بها، ومن خلال ذلك نتعرض لنماذج من شخصيات موجودة فى حياتنا مثل السياسى والوزير
والإنسان البسيط، وأم شهيد الشرطة، وآخر يهرب من زمننا ومتوقف عند فترة «عبدالناصر»،
وهناك من هو مصاب بهوس القتل.
* ألم تترددى
فى تقديم «الكوميديا السياسية» التى تنتقد «الإخوان» فى ظل وجودهم فى الحكم وقت أن
بدأتِ فى تصوير العمل؟
- لم أتردد على
الإطلاق، وكنت حريصة أشد الحرص على أن أهاجم «الإخوان» وسياستهم فى ظل وجودهم فى
الحكم فى عزّ قوّتهم، ولم أكن أعلم وقت البدء فى العمل أنه سيعرض عقب سقوطهم
مباشرة.
* ألم ينصحك البعض
بضرورة عدم خوض التجربة فى ذلك التوقيت؟
- كثيرون
نصحونى بذلك بالفعل، ومنهم بعض العاملين بالمسلسل أنفسهم الذين أبدوا قلقهم أثناء
التصوير من إمكانية عدم عرض العمل من الأساس بسبب ما يتضمنه من سخرية لاذعة من «الإخوان»،
وقنوات كثيرة ترددت فى شرائه خوفاً من إيقافه بعد الحلقات الأولى وعدم استكمال
عرضه، لدرجة أن «برومو» العمل عندما عُرض تم حذف بعض الجمل منه.
* عقب عرض
البرومو أطلق البعض حملة لمقاطعة المسلسل على الإنترنت، هل أقلقك ذلك؟
- على الإطلاق؛
فلكل إنسان مطلق الحرية فى متابعة أى عمل درامى، خاصة أن التليفزيون فى رمضان هو
عبارة عن وجبة درامية ممتلئة، ولا يستطيع أحد أن يفرض على شخص آخر رأيه بشأن
متابعة عمل أو تجاهل عمل آخر. وبالنسبة لمن دعا لمقاطعة مسلسلى فهذا لا يعنينى ولا
يشغل بالى على الإطلاق، خاصة أن الهجوم علىّ أصبح متوقعاً بالنسبة لى بعد الحكم
بحبس عبدالله بدر وأيضاً بسبب آرائى ومواقفى السياسية.
* من الأمور
اللافتة فى العمل وجود عدد كبير من النجوم، كيف نجحت فى صنع تلك التوليفة؟
- لأول وآخر
مرة فى ظنى من الممكن أن يتجمع كل هذا الكم من النجوم بحب شديد فى عمل فنى واحد،
فأنا معى فى العمل 35 نجماً ونجمة، وأتوقع ألا يستطيع أحد تكرار ذلك، وأعتقد أن طبيعة
العمل الفنى نفسه هى التى سمحت بإمكانية الاستعانة بهؤلاء النجوم الذين تشرفت
بمشاركتهم لى، وأعتقد أنهم سيضفون على العمل نكهة خاصة ومميزة عن باقى الأعمال
الأخرى.
* كيف تتوقعين
شكل المنافسة فى رمضان؟
- المنافسة
دائماً ما تكون فى صالح المشاهد، لأنه فى النهاية الذى يحصد ثمرة تعب وجهد كل
العاملين فى هذه الأعمال، والذين يبذلون أقصى طاقاتهم من أجل تقديم أعمالهم فى
أكمل صورة، وأنا أرى أن مائدة الدراما الرمضانية هذا العام عامرة بالعديد من
الموضوعات والأسماء اللامعة التى تقدم أعمالاً أثق فى جودتها وستصب كلها فى النهاية
فى صالح صناعة الدراما.
* هل تتوقعين
مع استمرار الأحداث السياسية الجارية أن تقل نسبة المشاهدة وأن تسيطر دراما الشارع
السياسى على اهتمام المتفرج؟
- أعتقد أن
الناس سيبحثون عن الدراما والأعمال الكوميدية على وجه التحديد فى محاولة للخروج من
حالة الاكتئاب التى طاردتهم خلال الفترة الماضية، وكذلك الضغوط التى تعرضوا لها من
خلال متابعة الأحداث المتلاحقة خلال الأيام الماضية، وإن كنت أنا نفسى كمواطنة
مصرية سأكون حريصة أكثر على متابعة الأحداث والقنوات التى تطمئننى، خاصة أننا فى
فترة حرجة وبداخلنا قلق كبير مما يحدث فى الشارع، وفى انتظار استقرار الأوضاع
بفارغ الصبر لكى نشرع فى استكمال ما بدأناه وننهض بمصر من جديد.
* هل أنت قلقة
على مستقبل مصر فى الفترة المقبلة؟
- لا، بل
متفائلة وواثقة فى الشعب المصرى والشباب والمرأة المصرية والأسر التى شاركت بشجاعة
فى 30 يونيو وفى جيش مصر العظيم والقضاء الشامخ وأثق فى أنه ما دمنا نحن يداً
واحدة وهمنا مشتركاً، سنستطيع العبور بمصر لبر الأمان.
* هل أنت مع
الرأى القائل بضرورة عزل «الإخوان» من الحياة السياسية؟
- أنا مع ضرورة
عقاب كل من أجرم فى حق الشعب المصرى، أو الذى ارتكب انتهاكات وجرائم، لكن
بالقانون، وأرفض أن يتم تعميم ذلك على كل من ينتمى للإخوان لأن بهم من هو مغرر به
ومنهم من لم يتسبب فى أذى لأى أحد، وأنا أيضاً أرفض أن تكون لهجتنا مماثلة
لأسلوبهم الملىء بالاستعداء والرفض للآخر، فنحن ينبغى علينا أن نُظهر روح التسامح
مع الجميع كخطوة أولى فى مرحلة بناء مصر الجديدة.
* ما رأيك فيما
يردده البعض من أن ما حدث فى «30 يونيو» انقلاب عسكرى؟
- هذا غير صحيح
بالمرة؛ فما حدث فى «30 يونيو» هو ثورة شعب واستكمال لها، والانقلاب العسكرى يعنى
سيطرة الجيش على الحكم، لكن جيشنا العظيم الباسل أنقذ الموقف دون أى سيطرة على
الحكم، والآن لدينا رئيس جمهورية مؤقت لحين إجراء انتخابات رئاسية، والعالم كله
شاهد ذلك، وحتى الـ«سى إن إن» أقرّت بأن ما حدث ليس انقلاباً عسكرياً.