هدد مقاتلو المعارضة السورية فى محافظة حلب بشمال البلاد أمس الاثنين، بالاستيلاء على قريتين للشيعة تؤيدان الرئيس بشار الأسد ما لم تستسلما للمعارضة.

ويقول نشطاء إن حلفاء الأسد عززوا قريتى نبل والزهراء بقوات إضافية فى الحرب التى تتخذ منحى طائفياً متزايداً وأن هذه القوات تضم مقاتلين من إيران وجماعة حزب الله اللبنانية الشيعية.

وقال مقاتلو المعارضة فى تسجيل مصور على الإنترنت، إنهم يعلنون عزمهم "تحرير" قريتى نبل والزهراء من أيدى النظام وميليشيا الشبيحة الموالية للرئيس بشار الأسد ومن عناصر حزب الله وإيران.

وأدى الصراع المستمر منذ 27 شهراً إلى مقتل أكثر من 100 ألف شخص ودفع 1.7 مليون سورى للجوء إلى دول مجاورة.

وحققت قوات الأسد بدعم من مقاتلى جماعة حزب الله اللبنانية عدداً من الانتصارات منذ استيلائها على بلدة القصير الحدودية الشهر الماضى.

ووقعت أيضاً اشتباكات عنيفة فى حلب والمناطق المحيطة بها، الأمر الذى زاد التكهنات بأن الأسد يهدف إلى استعادة السيطرة عليها.

وأسقط مقاتلو المعارضة أمس الأحد طائرة هليكوبتر بالقرب من نبل، وقال نشطاء إنها كانت تحمل إمدادات للقريتين.

وقالت السلطات فى دمشق إنها كانت تقل موظفين من وزارة التربية والتعليم للإشراف على امتحانات المدارس، وأضافت أن سبعة موظفين وإفراد طاقم الطائرة قتلوا.

وأظهر تسجيل مصور بثه نشطاء قبل بضعة أسابيع، ضابطاً من الجيش يجند على ما يبدو بعض الأهالى الشيعة من قريتى الزهراء ونبل لتشكيل وحدات قتالية لدعم الجيش ضد مقاتلى المعارضة.

وقال بيان مقاتلى المعارضة المسجل، إنهم حددوا شروطاً لمنع إراقة قطرة دماء واحدة والتوصل إلى حل سلمى من بينها استسلام قوات الأسد وتسليم أسلحتها وأن يعقب ذلك اتفاق لتقاسم السلطة بين السكان ومقاتلى المعارضة.

وجاء فى البيان أنه إذا لم يستجب لهذه المطالب فستتعرض القريتين لعملية عسكرية كبيرة.

وأدان وليام بيرنز نائب وزير الخارجية الأمريكى فى ختام زيارة للبنان التدخل العسكرى لجماعة حزب الله فى سوريا.

وقال بيرنز "رغم مشاركة حزب الله فى الحكومة اللبنانية فقد قرر تغليب مصلحته الخاصة ومصلحة داعميه الأجانب على مصلحة الشعب اللبنانى".

وأضاف "نندد بأقوى العبارات أفعال حزب الله فى سوريا.. إنهم يخالفون سياسة فك الارتباط "مع سوريا" مخالفة صريحة وتعريض مستقبل لبنان للخطر".

وأدى دور جماعة حزب الله فى سوريا بالإضافة إلى المقاتلين السنة الذين تسللوا عبر الحدود للقتال فى صفوف مقاتلى المعارضة إلى زيادة التوتر الطائفى فى لبنان الذى ما زال يعانى من آثار حرب أهلية داخلية دارت رحاها بين عامى 1975 و1990.