قالت سماح كريشح الناشطة التونسية، عضو ائتلاف الشباب العربي، أنها جاءت إلى مصر للمشاركة في مؤتمر دولي، لكنها اهتمت أكثر بمتابعة فعاليات حملة "تمرد"، معتبرة أنها خطوة مهمة في مصر لإنهاء وضع لا يمكن أن يستمر، وكشفت في حوار مع الوطن عن تأييد الشباب التونسي للحملة، وتوقعت أن يحذو التونسيون حذو المصريين ويتمردون إذا فشل التوافق على الدستور.. وإلى نص الحوار:

- كيف ترين وضع الشباب بعد ثورات الربيع العربي، هل أخذ نصيبه في المشاركة السياسية والمناصب وحقق تطلعاته؟

أبداً، صحيح أن الشباب بدأ يشارك ويخرج للشارع وينظم مظاهرات، لكن على مستوى الوصول لطموحاته في العمل والحياة الكريمة لم يتحقق شيء، ولم يتعرض للتهميش فقط بل تم إقصاؤه عن عمد، فرأينا الشباب يعتقل مجدداً، ما أشعر الشباب بالإحباط، وأصبح يتعرض لضغوط أكثر ما كان في عهد مبارك أو بن على أو القذافي بعد أن سرقت منه ثورته التي اشعلها، فعاد الأن ليطالب بعودة الثورة، التي سرقتها جماعات مستبدة مثل الإخوان المسلمين تريد الهيمنة على السلطة.

- ما رأيك في محاولات الشباب المصري استعادة الثورة عبر حملة "تمرد"؟

أنا سعيدة جداً بهذه الخطوة، وأعتقد أن عودة الثورة المصرية لمسارها الصحيح سوف يصحح من ثورات المنطقة بأكملها، وتصبح مصر الآن هي الملهمة لعملية التصحيح، وأنا أرى أن الشعب المصري بصفة عامة تحرك بشكل أقوى وأشجع ضد الإخوان من التونسيين؛ لأن الشعب المصري وصل لمرحلة مع الإخوان لا يمكن السكوت عنها أو الاستمرار فيها، والآن الشباب المصري أمام خيارين إما أن يفعل شيًا لتغيير الوضع القائم أو أن "هتروح من إيديه". ولذا أنا أحيي هذا التحرك الأخير بالتظاهر ضد الإخوان وأقول لهم أن كل قلوب الشباب التونسيين معكم، من أجل انتصار "تمرد" ونجاح الثورة المصرية الجديدة ضد الإخوان.

- كيف ترين شكل النظام السياسي في مصر إذا سقط الإخوان؟

أيا كان الحال أنا أشجع حملة "تمرد" لكنني لا أعلم كيف سيكون الوضع في حالة سقوط الإخوان، ولكني لا أعتقد أن الإخوان سيتنازلون عن الحكم بسهولة، لكن عامة أنا مقتنعة أن الإخوان لا يمكن ان يستمروا في حكم مصر. أهم شيء أن يكون هناك بديل جاهز للحكم وتصور لما بعد الإخوان لكي ننهض بالبلاد، رغم أن "النهضة" أصبحت كلمة سيئة السمعة بسبب إخوان مصر وتونس!

- إذا كانت تونس مصدر إلهامنا في ثورة يناير، فهل تعتبرين أننا سنكون مصدر إلهام لكم في "التمرد" على حكم الإخوان؟

أعتقد أن التمرد ضد حكم الإخوان في تونس بدأ مبكراً من خلال سلسلة مظاهرات ضدها فضلا عن بعض عمليات حرق مقار حركة النهضة التونسية، لكن أعتقد أنه في حال نجاح "تمرد" المصرية سيكون ذلك مصدر إلهام لمقاومة جماعة الإخوان المسلمين في تونس وليبيا أيضا. لكن بكل تأكيد سياسة حركة النهضة التونسية لا تُقارن بفشل الإخوان واستبدادهم، وحجم الغضب والاحتقان ضدها ليس كما هو الحال في مصر، ورغم أنني ضد "النهضة" إلا أنهم أفضل كثيراً من "الحرية والعدالة".

- هل هناك محاولات للأخونة أيضا في تونس؟

بالتأكيد، لكن "الأخونة" في تونس تتخذ طريقة أخرى وهي أخونة المجتمع وليس السياسة والمناصب، عن طريق الجمعيات الخيرية والجمعيات التي تقول أنها "تنهى عن المنكر وتأمر بالمعروف" ومنظمات المجتمع المدني التابعة لحركة النهضة التي تقوم بزرع أفكارها في المجتمع وفي عقول الشباب وتلاميذ المدارس؛ لأن طبيعة المجتمع التونسي تختلف عن المصري، لأن المجتمع التونسي أكثر انفتاحا وعلمانية وأقل محافظة وتديناً من المجتمع المصري.

- هل تعتقدين أن تونس يمكن أن تصل في لحظة معينة إلى ما وصلت إليه مصر؟

الناس تنتظر خروج الدستور بصورة نهائية لتعرف هل "ستتمرد" أم لا، والصراع الحالي في تونس هو حول الدستور، وفي حالة اللاتوافق لا أعتقد أن الشعب التونسي سوف يصمت خاصة إذا استمر الوضع الاقتصادي والمعيشي في التدهور.