كشفت مصادر مقربة من دوائر صنع القرار في الخارجية السعودية عن عزم العاهل السعودي، الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلقاء خطاب جديد من نوعه، لإعلان موقف المملكة من الأزمة السورية والمؤتمر الدولي "جينيف 2"، موضحة أن هذا يأتي في إطار التنافس الإقليمي بين مصر والسعودية، حول ممارسة الدور والنفوذ في الأزمة السورية، لا سيما بعد خطاب الرئيس محمد مرسى في مؤتمر "نصرة سوريا" قبل أيام، وبعد تحرك الموقف الأمريكي باتجاه دعم المعارضة السورية.

وقالت المصادر، إن المجلس الوطنى السوري تلقى خطابًا حول موقف الرياض السياسي، من المشاريع والمبادرات المطروحة الآن، عبر رسالة مكتوبة بخط اليد، وموقعة باسم الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، أمين عام مجلس الأمن الوطني السعودي، رئيس الاستخبارات العامة، جاء فيها: "لا علاقة للرياض بما عرضه الوزيران الأمريكى جون كيري، والروسي سيرجى لافروف في موسكو، والسعودية لن تذهب ولن تشارك في مؤتمر "جنيف2"، وغير معنية به، وأنها مصرة على ضرورة تغيير النظام في سوريا، ولن تغير موقفها حتى ولو غيرت المعارضة السورية موقفها منه، وأن الموقف الدولي والعربي يتحسن باستمرار لصالح الثورة، والإدارة الأمريكية تغير موقفها ببطء، والرياض ترى أنه يتعين على المعارضة السورية، أن تتوحد وأن تحافظ على تماسكها، وأن تنجز مهامها الوطنية بدون تدخل أو ضغوط خارجية، ولاسيما تشكيل حكومة انتقالية تمثل الجميع".

وكشف الدكتور علي الحسيني، القيادي بالتيار الشعبي الحر، النقاب لـ"الوطن"، عن كواليس لقاء جمعه مع إحدى الشخصيات البارزة في قيادة المجلس الوطني، حيث سأله "الحسيني" عن زيارة المكتب التنفيذي للرياض، وهل هي حقيقية، فأكد أن الزيارة حقيقية وتمت فعلاً، ونتائجها إيجابية للشعب السوري، أما عن تفاصيلها فذكر أن المسؤولين السعوديين الكبار يتابعون كل صغيرة وكبيرة عسكرية أو سياسية وقال: "الرياض تبرأت من أي صلة لها بما يطرح من محاولات لفرض تسوية، تستهدف إعادة بشار الأسد لواجهة الحكم أو إبقائه في السلطة، على حساب دماء مائة ألف شهيد سوري على الأقل".

وأضاف "الحسيني" أن الموقف السعودي لم يعد سياسيًا، بل أصبح قرارًا عمليًا، وانتقل إلى الدوائر التنفيذية، وزيارة أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الوطني للرياض مؤخراً، لا تهدف إلى البحث فى القرار، بل كيفية تنفيذه، مشيراً إلى أنهم اجتمعوا مع الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، الذي أكد لهم قوة وحدود تأييد السعودية دولة وشعباً للشعب السوري في ثورته إلى النهاية، مشيرًا إلى أن الدعم العسكري السعودي للثورة السورية بات وشيكًا.

وتابع القيادي بالتيار الشعبي الحر، إن الوفد السور يعاد بانطباع يتمثل في أن تعامل المجتمع الدولي مع نظام الأسد بالقوة هو خيار قادم حتمي ووشيك، ونقل عن دوائر الرياض تأكيدها أن هناك عملية حشد عسكري بالقرب من سوريا بهدف التدخل العسكري بعد أن تجاوز الأسد كل الخطوط الحمراء، وأصبح يهدد استقرار دول المنطقة.