شهدت العراق أمس سلسلتين من الانفجارات المدوية في كل من العاصمة بغداد ومحافظة الأنبار الواقعة غربي البلاد, وأوقعت التفجيرات الدامية مالا يقل عن80 قتيلا و أكثر من180 جريحا.
وذلك تزامنا مع الظروف السياسية الحرجة التي تمر بها البلاد من إعادة فرز يدوية لأصوات الناخبين في الانتخابات الأخيرة والكشف عن فضيحة السجون السرية التابعة لرئيس الوزراء نوري المالكي..
حيث هزت سلسلة من التفجيرات باستخدام سيارات مفخخة وعبوات ناسفة مناطق متفرقة من العاصمة العراقية بغداد يقطنها شيعة, بالتزامن مع خروج المصلين من المساجد والحسينيات امس بعد صلاة الجمعة. وذكر مصدر في وزارة الصحة العراقية ان70 شخصا قتلوا واصيب180 آخرين علي الاقل في ستة تفجيرات ضربت مناطق الدورة والحرية والرحمانية والزعفرانية والأمين والصدر.
وقال المصدر إن حصيلة ضحايا التفجيرات مرشحة للزيادة نظرا لخطورة حالة الجرحي ووجود اشخاص تحت الانقاض حيث انفجرت سيارة مفخخة كانت تقف بالقرب من حسينية عبد الهادي الجلبي في منطقة الحرية الثانية, شمال غرب مما أسفر عن مقتل خمسة اشخاص واصابة ثمانية اخرين علي الاقل فضلا عن احتراق عمارة سكنية ومنزل وانفجرت سيارة مفخخة في منطقة الرحمانية وسط العاصمة بغداد, مما أسفر عن سقوط8 قتلي و10 جرحي علي الاقل كما انفجرت عبوة ناسفة انفجرت بعد انفجار سيارة الرحمانية بدقائق قرب حسينية الصدرين في منطقة الزعفرانية جنوب شرق بغداد مما اسفر عن سقوط جرحي وقتلي.
وذكر مصدر بالشرطة ان القوات الأمنية أغلقت منطقة الانفجار بالكامل, مما صعب من مهمة حصر أعداد الضحايا.وأضاف المصدر أن سيارات الإسعاف هرعت إلي مكان الانفجار لنقل الجرحي الي مستشفي قريب لتلقي العلاج, فيما شوهدت أعمدة الدخان وهي تتصاعد من موقع الحادث.
وفي أول رد فعل من جانب القيادات الصدرية, حمل بهاء الاعرجي القيادي بالتيار الصدري الحكومة العراقية المنتهية ولايتها ورئيس الوزراء نوري المالكي مسئولية التفجيرات الاخيرة ودماء الابرياء, محذرا من نقمة شعبية علي السياسيين العراقيين بسبب عمل هؤلاء علي ارضاء احزابهم بدماء العراقيين. وقال الاعرجي ان التفجيرات استهدفت التيار الصدري علي وجه الخصوص, وحذر من أن العراقيين بعد ان عانوا من التعذيب في السجون والقتل في التفجيرات لن يصبروا علي هذه الحكومة البائسة علي حد قوله التي فشلت في توفير ابسط شروط الامن.
و في الخالدية الواقع بمحافظة الأنبار غربي العراق,والتي شهدت سلسلة التفجيرات الثانية خلال يوم واحد, سقط مالا يقل عن24 شخصا بين قتيل وجريح في أربعة تفجيرات متتالية.
وقال مصدر في الشرطة العراقية إن عددا من العبوات محلية الصنع انفجرت امس مستهدفة ستة منازل لمسئولين يعود أحدها لقاضي تحقيق الخالدية ومنازل لعناصر في الصحوة ومنتسبين في الشرطة, وسط مدينة الخالدية غرب الرمادي, مما أسفر عن مقتل10 أشخاص بينهم ثلاثة أطفال وامرأة, فيما أصيب41 آخرون بجروح مختلفة ولا يزال أربعة منهم تحت الأنقاض. وأشار المصدر إلي أن الحصيلة مرشحة للزيادة.
وعلي الصعيد السياسي, اعلن سردار عبد الكريم عضو مجلس المفوضين عن بدء المفوضية العليا المستقلة للانتخابات فعليا في اجراءاتها لاعادة عملية العد والفرز في بغداد وفقا للقانون خلال يومين وهي نفس الاجراءات التي قامت بها المفوضية يوم الاقتراع العام.
وأضاف عبد الكريم: بالطبع لن يكون الوقت متاحا امامنا بما فيه الكفاية لدعوة كل تلك الجهات( المراقبون الدوليون والمحليون ومنظمات المجتمع المدني ووكلاء الكيانات السياسية ووسائل الاعلام المختلفة) لكن المفوضية عازمة علي انجاز المهمة بأسرع وقت ممكن. و ذلك في اشارة لما تتداوله بعض وسائل الاعلام حول اعتزام بعض الكيانات السياسية تقديم طعون جديدة حول نتائج الانتخابات.