وسط أنباء عن عزم
الولايات المتحدة القيام بخطوات جادة نحو تسليح المعارضة السورية, تستمر قوات
الرئيس السوري بشار الأسد في تحقيق المزيد من المكاسب الميدانية علي الأرض خاصة في
حمص وحلب.
وقالت المتحدثة
باسم وزارة الخارجية الأمريكية جينيفر بساكي إن الرئيس باراك أوباما طلب من فريقه
في مجلس الأمن القومي دراسة كل الخيارات الممكنة التي تسمح بإرسال أسلحة للمعارضة
السورية.
وفي السياق
ذاته أكدت صحيفة لوفيجارو الفرنسية في تقرير لها أمس أن الولايات المتحدة تستعد
حاليا لتسليح المتمردين بسوريا, انطلاقا من القلق حيال النكسات التي لحقت بقوات
المعارضة السورية.
وقالت الصحيفة
إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما علي وشك أن يقرر رفع الحظر المفروض علي الأسلحة
لمساعدة الثوار السوريين, في ظل شعور الإدارة الأمريكية بالقلق البالغ بعد تقدم
قوات بشار الأسد بمساعدة كبيرة من روسيا وإيران وحزب الله, وذلك في إشارة إلي سقوط
القصير وتقدم القوات باتجاه حلب.
ونقلت الصحيفة
الفرنسية عن فريدريك هوف مدير مركز البحوث بالمجلس الأطلسي أتلانتيك كاونسيل قوله
إن المناقشات الحالية تقوم علي أنه يتعين علي واشنطن أن تلعب دورا محوريا في إيصال
الأسلحة ودعم القوي العلمانية بالجيش السوري الحر, تحت قيادة اللواء سالم إدريس.
وميدانيا واصل
الجيش النظامي السوري أمس حشد قواته خارج حلب استعدادا لهجوم شامل في محاولة منه
لاستعادة المدينة التي تمثل معقل المعارضة, كما تقدمت قوات الأسد في حي وادي
السايح وسط مدينة حمص, في محاولة منها للسيطرة علي كامل المدينة لا سيما الأحياء
المحاصرة منها منذ أكثر من عام. وأفاد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد
الرحمن وفقا لما نقلته وكالة فرانس برس بأن النظام سيطر علي أجزاء واسعة من حي
وادي السايح, ويتقدم بحذر في هذا الحي الذي تسهل السيطرة عليه السيطرة علي أحياء
حمص القديمة والخالدية معقل المعارضة الرئيسين.
وأضاف مدير
المرصد السوري أن60 شيعيا علي الأقل غالبيتهم من المسلحين الموالين للنظام السوري
قتلوا في اشتباكات مع مقاتلين معارضين شنوا هجوما علي بلدتهم الواقعة في ريف
محافظة دير الزور في شرق سوريا. وكشف مصعب أبو قتادة مدير المكتب الإعلامي للمجلس
العسكري في دمشق أن قوات النظام السورية مدعومة بميليشيات حزب الله اللبناني نفذت
مجزرة راح ضحيتها26 شابا في منطقة المرج بغوطة دمشق الشرقية كانوا يحاولون كسر
الحصار عن المنطقة لتوصيل مساعدات إنسانية للأهالي المحاصرة. وشهدت مدن وبلدات ريف
دمشق اشتباكات عنيفة الساعات الأولي من صباح أمس بين الجيش السوري والمعارضة
المسلحة, لا سيما في بلدات جيرود وعربين وعدرا وحرستا سقط خلالها العديد من القتلي
والمصابين.
وفي غضون ذلك
قال مصدر أمني لبناني إن مروحية سورية قصفت أمس بلدة عرسال ذات الغالبية السنية
والمتعاطفة مع المعارضة السورية في شرق لبنان, مشيرا إلي أن القصف أدي إلي سقوط
جرحي.
وعلي صعيد
الجهود الدبلوماسية بحث وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أمس في واشنطن مع نظيره
البريطاني وليام هيج الوضع في سوريا في إطار جهود الولايات المتحدة لعقد مؤتمر
جنيف2 للسلام حول سوريا, والذي يواجه عراقيل جديدة من حيث مقاطعة المعارضة السورية
له في حال لم توقف قوات الأسد تقدمها نحو حلب.
ومن فيينا كتب
ـ مصطفي عبدالله: أكد مندوب روسيا لدي الأمم المتحدة بفيينا نقلا عن وزير خارجية
بلاده سيرجي لافروف أن استجابة حكومات الغرب لطلبات المعارضة السورية بتسليحها
يتناقض مع جهود عقد مؤتمر جنيف2 للسلام, ويحبط جميع الجهود الداعية لهذا المؤتمر.
وقال لافروف إن
موقف المعارضة السورية واضح تماما بأنهم لن يحضرو المؤتمر إلا بعد فرض السيرطة
العسكرية علي الأرض خلال القتال ضد قوات النظام السوري, وإننا إذا أعتبرنا هذا
شرطا من شروط انضمام المعارضة للمؤتمر فلن يعقد المؤتمر أبدا.