أغلقت القوات اللبنانية شوارع العاصمة بيروت بالدبابات والأسلاك الشائكة عدة ساعات اليوم، بعد أن أذكى مقتل محتج أمام السفارة الإيرانية توترات طائفية أججتها بالفعل الحرب الأهلية فى سوريا.

ولقى الرجل حتفه فى اشتباكات بين جماعات شيعية متناحرة بعد أن أطلق مسلحون من حزب الله النار عقب احتشاد المحتجين عند السفارة، ونشر الجيش اللبنانى مدرعاته وأقام حواجز الطرق لإغلاق منطقة وسط المدينة والأحياء التى يسيطر عليها حزب الله المدعوم من إيران، ولا يتمتع الجيش اللبنانى بإمكانيات كافية لفرض سطوته على الفصائل المسلحة الكثيرة التى لا تزال تنشط بعد مرور عقدين على الحرب الأهلية اللبنانية.

وعادت حركة المرور إلى طبيعتها قرب حلول الليل، ونظم متظاهرون ينتمون إلى مختلف الطوائف- ومن بينهم سنة وشيعة ومسيحيون- مسيرة فى وسط المدينة احتجاجًا على الدور البارز الذى يلعبه حزب الله فى دعم الرئيس السورى بشار الأسد إذ ساعد مقاتلو الجماعة اللبنانية قوات الأسد على استعادة مدينة القصير الحدودية الإستراتيجية الأسبوع الماضى.

وعندما وصل محتجون ينتمون إلى حزب شيعى صغير معارض لحزب الله يستقلون حافلة إلى السفارة الإيرانية جنوب بيروت رآهم صحفى من رويترز وهم يشتبكون مع أفراد من حزب الله يرتدون ملابس سوداء، وقال مسئولون أمنيون لبنانيون: إن متظاهرا أعزل قتل وأصيب عدة أشخاص آخرين.

وزادت المخاوف من أن تؤدى الاضطرابات فى سوريا إلى تقويض التوازن الهش فى لبنان بعد أن تعهد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله قبل أسبوعين بالقتال بجانب الأسد حتى النصر.