سيطرت قوات الحكومة السورية مدعومة بمقاتلي حزب الله علي قرية البويضة آخر معقل لمقاتلي المعارضة في المنطقة المحيطة ببلدة القصير التي سيطروا عليها نهاية الأسبوع الماضي‏,‏ بينما يستعد الجيش لشن عمليات واسعة في بلدات ريف دمشق الحدودية‏.‏

وقالت قوات الأمن ونشطاء إن عشرات من مقاتلي المعارضة تم إعتقالهم في الهجوم الذي منح قوات الحكومة السيطرة الكاملة علي المنطقة القريبة من الحدود اللبنانية.

وفي وقت قتل فيه10 أشخاص جراء قصف قوات الأسد قرية مغر الحمام بريف أدلب, يستعد الجيش النظامي لبدء حملات هجومية نحو الجنوب باتجاه سلسلة قري وبلدات جبال القلمون أي نحو القري الحدودية التابعة إداريا لـريف دمشق وصولا إلي بلدتي الزبداني ومضايا, مرورا برنكوس والنبك ويبرود وفليطة وغيرها من البلدات الحدودية الخارجة عن السيطرة.

وقد كشفت مصادر في الجيش أن تعزيزات ستتوجه بعد انتهاء كامل معارك ريف حمص من محورين, وهما تعزيزات من عناصر الحرس الجمهوري والقوات الخاصة والفرقة الرابعة من العاصمة دمشق ستتوجه عبر بلدة التل بريف دمشق تقابلها تعزيزات قادمة من ريف حمص.

وأكدت المصادر أن استعادة قري ريف دمشق الواقعة بالقرب من الحدود السورية اللبنانية ستتم بعملية شاملة وخاطفة, مشيرة إلي أن خطة هذه العملية جاهزة وستعتمد علي تقسيم المناطق الحدودية عسكريا بحيث سيتم اعتبار كل بلدة محورا مستقلا وأن القوات السورية النظامية ستستفيد من المسافات الفاصلة بين البلدات وعدم تداخلها علي عكس منطقة القصير التي تضم عشرات البلدات المتداخلة, كما ستستفيد القوات السورية من المساحات الجغرافية المكشوفة بالكامل استنادا للطبيعة شبه الصحراوية لهذه البلدات

في هذه الأثناء, نفذت مروحيات تابعة للجيش النظامي غارة علي منطقة وادي حميد القريبة من بلدة عرسال من دون تسجيل وقوع اصابات.

وفي حمص, ذكرت تقارير إخبارية أن تفجيرا انتحاريا وقع في حي النزهة, دون ذكر المزيد من التفاصيل.

علي صعيد متصل, دعا القيادي في تيار المستقبل اللبناني صالح نهاد المشنوق الي مظاهرة اليوم بوسط بيروت للتنديد بمشاركة حزب الله في الازمة السورية ورفضا لتدخل الحزب في القتال هناك ودعما لنضال الشعب السوري

ومن ناحية أخري, رأي النائب عن الجماعة الاسلامية عماد الحوت ان حزب الله ورط لبنان بتوتر مذهبي عال جدا وكأن هناك نوعا من الانتصار المذهبي لفريق علي آخر, معتبرا ان تدخل حزب الله بسوريا يعني ان النظام السوري كان قاب قوسين او ادني من السقوط, وكان لا بد من تدخل قوات النخبة لانقاذ هذا النظام.

وفي نيويورك, قال رئيس مجلس الأمن الدولي السفير البريطاني مارك ليال جرانت, إن المجلس قرر بقاء قوات حفظ السلام في مرتفعات الجولان علي الرغم من العجز المؤقت الذي تواجهه البعثة للوفاء بمقتضيات مهمتها.

وقال جرانت, إن المجلس سيستعرض وربما سيعدل تفويض قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك خلال الاسابيع القادمة, وفي الوقت ذاته سيطلب من الدول الأعضاء إرسال قوات إضافية.

وفي الوقت الذي رحب فيه المجلس بعرض روسيا ارسال قوات, قال جرانت إن اتفاق وقف إطلاق النار المبرم عام1974, والذي بموجبه تعمل القوة الدولية يحظر علي الدول الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن إرسال قوات حفظ سلام للبعثة الأممية.