فيما تواصلت عمليات فرز أصوات الناخبين في أول انتخابات تعددية في البلاد منذ42 عاما, أظهرت النتائج الأولية تقدم الرئيس عمر حسن البشير في الإنتخابات الرئاسية بالإضافة الي تقدم حزبه علي كافة المستويات في الشمال.
بينما أكدت أحزاب المعارضة حدوث عمليات تزوير واسعة وأعلنت رفضها لنتائج الانتخابات. ووسط توقعات بنشر النتائج الأولية الرسمية خلال ساعات, واصلت المعارضة السودانية سواء تلك التي شاركت في الانتخابات أو التي قاطعتها التشكيك في نتائج الانتخابات. وأعلن حزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الدكتور حسن الترابي أنه لن يوقع علي نتائج الإنتخابات ولن يقبلها. وقال كمال عمر القيادي البارز بالحزب وأمين السياسي له في تصريحات لـ الأهرام إن تزويرا وتزييفا كبيرا وقع بهذه الانتخابات بشكل لايتصوره عقل. وهناك توقعات بأن يصدر حزب المؤتمر الشعبي توجيهات إلي مرشحيه- خاصة قبل اعلان النتائج الرسمية بعد غد- بعدم التوقيع علي نتائج الانتخابات, وأن يقدم الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي يتزعمه محمد عثمان الميرغني علي خطوة مماثلة.
في هذه الأثناء, أعتبرت رئيسة المراقبين الاوروبيين فيرونيك دي كيسير, و الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر في مؤتمرين صحفيين عقدا في الخرطوم أمس ان الانتخابات السودانية التعددية الاولي منذ ربع قرن لا ترقي الي مستوي المعايير الدولية لكنها تمهد من اجل احلال الديمقراطية في البلاد.. واعتبرت ان وجود مراقبين محليين خلال الانتخابات دليل علي الرغبة في تحقيق تحول ديموقراطي في السودان.وتطرقت دي كيسير الي تعرض ناخبين لضغوط وعن عدم التكافؤ في الموارد المالية لدي مختلف المرشحين لخوض الحملات الانتخابية وعدم التكافوء في اتاحة وسائل الاعلام للجميع, الي جانب المشكلات الادارية واللوجستية التي شابت الانتخابات وخصوصا في اليومين الاولين وتمثلت في تاخر وصول بطاقات الاقتراع وفي الخلط بين الاوراق او اخطاء في اسماء المرشحين او صعوبات لدي الناخبين في العثور علي اسمائهم.. وتحدثت رئيسة البعثة الاوروبية خصوصا عن ضعف التنظيم في الجنوب مشيرة الي تاخر العديد من مكاتب الاقتراع في فتح ابوابها وتاخر وصول مواد الاقتراع او وصولها الي مراكز خاطئة او حتي نقصها, والي مشكلات امنية.
ومع ان الرئيس الأمريكي الاسبق جيمي كارتر عبر عن راي مماثل بقوله من الواضح ان هذه الانتخابات لن ترقي الي مستوي المعايير الدولية, فقد اعتبر مع ذلك في مؤتمر صحافي منفصل ان القسم الاكبر من المجتمع الدولي سيعترف بنتائج الانتخابات.
علي صعيد متصل قالت الأحزاب القليلة التي شاركت في الانتخابات المعقدة إن التقارير الأولية عن نتائج الانتخابات من ممثلي الأحزاب المراقبين للإحصاء كانت أبعد من أن تصدق.. ونقلت وكالة رويترز عن المرشح للرئاسة عبد العزيز خالد قوله إنه كان يتوقع تزويرا لكنه لم يتوقع أن يصل التزوير إلي هذا الحد, وفق تعبيره, ووصف ما يجري بأنه فوضي وليس انتخابات.
من جانبه, قال الحزب الاتحادي الديمقراطي إنه تلقي تقارير عن مخالفات من جميع أنحاء السودان, وأشار صلاح الباشا من الحزب الاتحادي إلي أن ما وصفه بالفساد عم كل شيء, وأكد أن حزبه لن يعترف بنتيجة هذه الانتخابات.
ودعا الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي لإجراء انتخابات بديلة عقب إجراء تقرير المصير والتوصل لسلام بدارفور, وأشار الي أن عدم الاعتراف بالموازنات الاجتماعية غير المشاركة في الانتخابات سيؤدي لخلق حالة استقطاب بينهم وقوي سياسية كبيرة لم يسمها مما يزيد من الأزمة التي تضر بالبلاد.