دعت
هيئة "علماء المسلمين" فى العراق المحتجين فى الأنبار (غرب العراق) إلى "البقاء
فى ساحات الاعتصام، والثبات على مطالبهم وعلى رأسها إسقاط حكومة رئيس الوزراء نورى
المالكى"، محذرة إياهم من التفريط بالقضية العراقية واختزالها فى المطالبة بـ"الأقلمة
أو الفدرلة" لمحافظتهم.
جاء
هذا فى بيان أصدرته الهيئة مساء الجمعة ونشرته على موقعها الإلكترونى، ووجهت عبرة
رسالة مفتوحة إلى المحتجين فى محافظة الأنبار.
وحذرت
الهيئة معتصمى الأنبار من محاولات تبذل لاحتواء حماستهمم وهدر ما أنجزوه على مدى
مائة وثلاثين يوما من الاحتجاجات بحسب البيان.
وقالت
فى هذا الصدد: هناك "محاولات ظاهرها الدعوة إلى تأمين المحافظة تحت شعار
الأقلمة أو الفدرلة، وحقيقتها التفريط بالقضية العراقية التى سفك من أجلها الكثير
من الدماء".
وحذرت
المعتصمين من أن هذه المحاولات من شأنها "أن تظهركم أمام العراقيين والعالم
أهل أثرة وأنانية وكأنكم جزء منفصل عن العراق"، مذكرة إياهم بأنهم كانوا هم
المبادرين بالاحتجاجات وأن الاعتصامات التى جاءت فى المحافظات الأخرى كانت تلبية
لندائهم.
وقالت
:"أو كأنكم إذا فعلتم ذلك ستكونون بمأمن من الحكومة وجنودها، أو كأن مناطق
العراق الأخرى التى لبت نداءكم للتظاهر وسالت فيها من أجل ذلك دماؤهم لا تعنيكم
بشىء".
يشار
إلى أن هيئة علماء المسلمين فى العراق هى كيان يضم مجموعة من العلماء السنة
المتخصصين بالشريعة، وتم تأسيسها فى أعقاب الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، ومن
أبرز مؤسسيها أمينها العام الحالى الشيخ حارث الضارى.
وشهدت
عدة مدن عراقية اليوم تظاهرات بعنوان "جمعة الخيارات المفتوحة"، رفع
خلالها علماء ومتظاهرون وخطباء ثلاثة خيارات هى "الحكم الذاتى للمناطق السنية"،
أو"رحيل رئيس الحكومة نورى المالكى"، أو"الذهاب للحرب الأهلية".
ويشهد
العراق، تظاهرات حاشدة منذ أكثر من أربعة أشهر ضد حكومة نورى المالكى، ولكنها
اشتدت منذ 23 أبريل الماضى، حينما اقتحمت قوات من الجيش العراقى ساحة اعتصام قضاء
الحويجة، بدعوى وجود مسلحين مطلوبين للسلطات داخل الساحة، مما أسفر عن مقتل 50
شخصًا وإصابة 110 بين المعتصمين، وفجّر غضبًا واسعًا تطور إلى اشتباكات بين مسلحين
وقوات الأمن فى عدة محافظات، ليسقط أكثر من 200 قتيل، وسط مخاوف من اندلاع حرب
طائفية.