وسط إجراءات أمنية مكثفة, تبدأ في العاصمة الأمريكية واشنطن اليوم الاثنين أعمال قمة الأمن النووي التي تستمر يومين بمشاركة47 دولة من بينها مصر ويمثلها وزير الخارجية احمد أبو الغيط بالإضافة إلي3 هيئات دولية هي الأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية ورئاسة الاتحاد الأوروبي.
وذكر مسئولون أمريكيون أن القمة التي دعا إليها الرئيس الأمريكي باراك اوباما تستهدف التوصل إلي اتفاق حول خطة عمل تنص علي التزامات محددة للدول لتعزيز إجراءات حماية المواد النووية ومنع تهريبها والحيلولة دون وصولها إلي أيدي المنظمات الإرهابية أو عصابات الجريمة والتي يمكن أن تستخدمها لصناعة أسلحة نووية.
وصرح ادريان فنتي رئيس بلدية واشنطن بأن مستوي الأمن ضخم معتبرا أن القمة هي بدون ادني شك واحدة من أكثر القمم هيبة ستشهدها واشنطن والعالم.
ووصفت قائدة شرطة واشنطن كاثي لانيير القمة بحدث أمني وطني خاص نظرا لمشاركة عدد كبير من رؤساء الدول والحكومات. ومن المقرر أن يستضيف اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون قادة وممثلي الدول المشاركة في عشاء عمل جماعي مساء اليوم يبحث فيه المشاركون نقطة محددة هي تقويم حجم التهديد الذي يمثله الإرهاب النووي وجديته وخطورته تمهيدا لمناقشات تفصيلية غدا حيث يتم بحث تدابير وسبل مواجهة هذا التهديد والإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك.
وذكر جاري سامور منسق البيت الأبيض لشئون مواجهة الإرهاب وأسلحة الدمار الشامل والحد من التسلح أن الولايات المتحدة تتوقع أن تعلن بعض الدول غدا عن خطوات محددة إما للتخلص من بعض المواد النووية لديها أو تقليص استخدامها في القطاع المدني مثل التحول من استخدام اليورانيوم عالي التخصيب إلي اليورانيوم منخفض التخصيب لتشغيل المفاعلات النووية.
وحدد سامور3 نتائج أساسية سيخرج بها المؤتمر أولها إصدار إعلان تؤكد فيه الدول المشاركة أن الإرهاب النووي يمثل تهديدا خطيرا وتعلن خلاله تأييدها لجهود الرئيس اوباما لتأمين المواد النووية خلال مرحلة مدتها4 سنوات. ويتضمن البيان التعهد بخطوات عامة تتخذها الدول علي المستوي الفردي والدولي لتعزيز الأمن النووي ومنع الإرهابيين وعصابات الجريمة من الوصول إلي مواد تستخدم لصنع أسلحة نووية.
وأضاف المسئول الأمريكي أن النتيجة الثانية التي سيسفر عنها المؤتمر هي صياغة خطة عمل أكثر تفصيلا توافق عليها الدول المشاركة تتضمن تعهدات قوية بإجراءات ستتخذها علي المستوي الوطني والدولي لدعم الأمن النووي.
ووفقا لما أكد المسئول الأمريكي فان النتيجة الثالثة التي سيخرج بها المؤتمر ستكون عبارة عن إعلان عدد من الإجراءات التي اتخذتها بالفعل الدول أو تنوي اتخاذها للتخلص من بعض أو كل ما لديها من المواد النووية.
وأكد سفير مصر لدي واشنطن سامح شكري قبيل انعقاد القمة في تصريحات صحفية في واشنطن أن الورقة المصرية التي ستطرح في القمة ترتكز علي ضرورة تعزيز آليات الرقابة الدولية علي المواد النووية في إطار من الشفافية دون تفرقة بين دولة وأخري وأعرب السفير المصري عن أمله التزام الرئيس أوباما بمنهج متوازن وغير منحاز لأي دولة مهما كانت علاقتها مع بلاده.
واعتبر سفير مصر أن عدم مشاركة بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي في القمة هو شأن يرتبط بإسرائيل, وأكد إن هذا لن يمنع من إعادة طرح مبادرة اخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل.
وقد توجه الوزير أبو الغيط أمس إلي واشنطن لرئاسة وفد مصر في القمة وسيلتقي بنائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون ومبعوثي دول عدم الانحياز.
وفي غضون ذلك, أكدت وزيرة الخارجية الآمريكية هيلاري كلينتون في لقاء أجرته معها شبكة' سي بي أس' الإخبارية الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تتردد في إستخدام ترسانتها النووية حال تعرضت لهجوم بيولوجي, مشيرة إلي أنه في حال تأكدت واشنطن من الدولة التي شنت ضدها الهجوم فإن كافة المحاذير ستسقط.
ومن جانبه, انتقد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان تغاضي المجتمع الدولي عن البرنامج النووي الإسرائيلي وأكد عزمه إثارة هذه القضية خلال حضوره قمة الأمن النووي التي ستعقد في واشنطن.
وأشار أردوغان في تصريحاته للصحفيين قبيل مغادرته لواشنطن إلي أن الإنتقادات التي توجه للبرنامج النووي الإيراني تأتي بسبب عضوية طهران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية بينما إسرائيل في المقابل لم توقع علي أي معاهدات دولية للحد من الإنتشار النووي.