شهدت
الشوارع المحيطة بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية حالة من الفوضي وحرب الشوارع بين
المئات من الأقباط ومجهولين بالمنطقة بعد تشييع أربع جثامين من ضحايا أحداث الخصوص
التي وقعت منذ يومين..
حيث
قام عدد من مثيري الشغب بتحطيم عدد من السيارات في شارع رمسيس وبالقرب من
الكاتدرائية مما أثار حفيظة الأهالي وسرعان ماتحولت المنطقة إلي ساحة حرب, حيث
اشتبك الأقباط مع الأهالي واندس بعض المثيرين للشغب وأطلقت طلقات الخرطوش وزجاجات
المولوتوف والألعاب النارية,وسرعان ما انتشرت قوات الأمن بإشراف اللواءين أسامة
الصغير ـ مدير الأمن ـ وعلي الدمرداش ـ حكمدار العاصمة ـ في الشوارع وحاولت فرض
كردون أمني بالمنطقة والفصل بين الأقباط وأهالي منطقة العباسية, إلا أن حدة
الاشتباكات تزايدت وأصيب نحو56 شخصا بالخرطوش والمولوتوف في صفوف قوات الشرطة
والموجودين بالمنطقة وقد أطلقت قوات الأمن قنابل الغاز المسيلة للدموع لتفريق
الموجودين.
وفي
السياق نفسه أعلنت وزارة الصحة سقوط قتيل في الأحداث بطلقة خرطوش.
كما
شب حريق في أحد المباني التابعة لمحطة الوقود الملاصقة للبوابة الرئيسية
للكاتدرائية المرقسية, وقد هرعت سيارات الإطفاء للسيطرة علي الحريق ومنع امتداده
إلي مباني الكاتدرائية.
في
الوقت نفسه, ألقي عدد من مثيري الشغب زجاجات المولوتوف داخل حديقة الكنيسة مما أدي
إلي اشتعال النيران بها وقد تمكنت قوات الحماية المدنية بالقاهرة من السيطرة عليها
بإشراف اللواء سامي يوسف ـ مدير الحماية المدنية بالقاهرة.
وتسود
المنطقة حالة من الهدوء الحذر حيث اعتلي شباب الأقباط سطح الكنيسة ووقفوا أمامها
لحمايتها من أي اعتداء, كما قامت قوات الأمن المركزي بنشر مدرعاتها ومصفحاتها
بالمنطقة لحماية الكنيسة والسيطرة علي الأوضاع والأحداث الملتهبة في المنطقة.
كانت
الجنازة قد بدأت وسط مشاعر حزينة وحالة من الغضب العارم ودع أكثر من00051 قبطي
بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية جثامين ضحايا الخصوص الأربعة وهم: مرقس كمال كامل52
سنة ـ فيكتور سعد منقريوس53 سنة ـ مرزوق عطية مرزق54 سنة ـ وعصام تواضروس..
ورغم
كل محاولات الأساقفة الذين حضروا للصلاة علي الجثامين يتقدمهم الأنبا بطرس أسقف
شبين القناطر التابعة له كنيسة الخصوص إلا أن هتافات المشيعين السياسية كانت حاضرة
بقوة.
وبعد
جهود كبيرة لتهدئة المشيعين أقباطا ومسلمين نجح الأنبا روفائيل في تهدئتهم.. وبعد
أن ردد معهم قانون الإيمان المسيحي فاجأ الجميع بعظة نارية قائلا: ونحن نودع لحمنا
ودمنا إلي أحضان القديسين.. هذا الجرح العظيم الذي أصابنا يجعلني أحمل في قلبي
ثلاث رسائل: الأولي.. إلي السماء.. فنحن نؤمن بعدالة السماء والسيد المسيح علمنا
أنه ينتقم لدماء الشهداء.. بل إن تعاليم السيد المسيح تكشف لنا أن دماء الشهداء لا
تنسي أمام الله. الثانية: موجهة إلي مصرنا الحبيبة التي لن نتركها.. وليس بسفك
الدماء تنجو البلد وليس بانعدام الأمان والأمن تحكم الحكومات.والرسالة الثالثة: لنا
نحن فلن نترك ايماننا وسفك الدماء يجعلنا نتمسك بالإيمان أكثر ونتمسك بأخلاقنا
ومحبتنا ونتمسك بأخلاق الإنجيل التي تحثنا علي حب كل الخليقة مهما عملوا فينا.