سادت حالة من الارتباك بين المرشحين المحتملين لانتخابات مجلس النواب، أمس، عقب الإعلان عن مواعيد الانتخابات البرلمانية التى أقرتها اللجنة العليا للانتخابات، أمس الأول، خاصة بعد أن تقرر بدء فتح باب الترشح، اليوم الثلاثاء.
وشهدت مكاتب الأحوال المدنية زحاماً شديداً لاستخراج الأوراق المطلوبة للترشح، وقررت وزارة التنمية المحلية تشكيل فرق عمل للتأكد من تجهيز المقار الانتخابية بمحافظات المرحلة الأولى.
وفى المنيا، شهدت الدوائر الانتخابية بالمحافظة حالة من الارتباك بين الراغبين فى الترشح لخوض انتخابات مجلس النواب، فى أعقاب إعلان اللجنة العليا للانتخابات فتح باب الترشح خلال 24 ساعة ولمدة 12 يوما، وهدد مرشحون برفع دعاوى قضائية ببطلان إجراءات الترشح، بحجة انتهاء الفترة الزمنية القانونية لصحيفة الحالة الجنائية «الفيش والتشبيه» للمرشحين القدامى، فيما شهد عدد من الجهات الحكومية مثل مصلحتى الأحوال المدنية، والشهر العقارى، زحاماً شديداً لاستخراج الأوراق المطلوبة للمرشحين الجدد.
قال الحسينى عثمان، وعمرو عزام، وعبدالوهاب مكرم عبداللطيف، إن اللجنة فاجأت الجميع لمواعيد الترشح، وإجراء الانتخابات، والتى لا تتجاوز 50 يوما للمرحلة الأولى، مما أدى إلى حدوث ارتباك داخل الدوائر، مؤكدين أن فترة الدعاية لا تتناسب مع الكتلة الانتخابية فى الدوائر التى تم دمجها والتى يتحاوز عدد الناخبين بها 500 ألف ناخب وناخب، بمربع مساحى لا يقل عن 250 كيلومتراً مربعاً.
وكشف باهى صالح الروبى، مرشح بدائرة سمالوط، عن رغبة بعض المرشحين برفع دعاوى قضائية ببطلان إجراءات الترشح، بسبب انتهاء الفترة الزمنية لصحيفة الحالة الجنائية، وضرورة استخراج صحيفة حالة جنائية جديدة.
وأعلن المستشار عبدالرحمن مرزوق، رئيس اللجنة الانتخابية بالمحافظة، أنه تم الانتهاء من إعداد مقار استقبال المرشحين، وتلقى الطلبات، والمستندات والأوراق المطلوبة، مؤكدا التزام اللجنة بالقرارات التى أصدرتها اللجنة العليا للانتخابات والمنظمة لعملية الترشح والطعن، والدعاية.
وفى قنا، توجه العشرات من المرشحين لديوان المحكمة للاستفسار عن مصير الملفات الموجودة بحوزة المحكمة والخطوات المتبعة للترشح من جديد أمام رئيس اللجنة العامة بمحكمة قنا الابتدائية.
واشتكى المرشحون من عدم وجود أوراق إرشادية داخل المحكمة، مطالبين بسرعة التوضيح والرد على الاستفسارات، تفادياً لمفاجأة يمكن أن تواجههم فى اللجنة.
ومن ناحية أخرى، شهدت مكاتب استخراج صحيفة الحالة الجنائية زحاماً شديداً من المرشحين لاستخراج صحيفة جديدة، لتقديمها للجنة المشرفة على الانتخابات لاستكمال الأوراق بصورة قانونية.
من جانبها، أعلنت محكمة قنا الابتدائية عن تجهيز قاعة كبيرة بالمحكمة لاستقبال المرشحين من الدوائر الانتخابية السبع لتقديم خطابات تحديد الترشيح للجنة والحصول على الترتيب والرمز الانتخابى.
وفى دمياط، أعلن عدد من الأحزاب حالة الطوارئ، وأبدى المرشحون الذين تقدموا من قبل بأوراق ترشحهم ارتياحهم وقال على الصوالحى، أمين عام حزب المؤتمر، إن موعد الانتخابات مناسب، لافتا إلى أن الحزب مستعد لخوض الانتخابات فى الدوائر الثلاث بنطاق المحافظة على المقاعد السبعة الفردية، وبالنسبة للقوائم فالحزب ضمن الجبهة المصرية التى تخوض الانتخابات على قائمة فى حب مصر وبدأ التحرك لاختيار المرشحين بالتنسق مع أمانة الحزب بالقاهرة.
وأعلن حزب النور عن ارتياحه لموعد إجراء الانتخابات وقال طارق الدسوقى، أمين عام الحزب، إن الحزب مستعد لخوض الانتخابات وسيعقد اجتماعاً مع أمانات الحزب فى المراكز والقرى لوضع خطة التحرك فى المرحلة المقبلة والبرنامج الانتخابى للحزب.
و أعرب سامى بلح، أمين عام حزب «مصر العروبة»، عن ارتياحه لمواعيد الانتخابات، لافتا إلى أن إجراءات اللجنة العليا للانتخابات أكثر تنظيما هذه المرة، مشيراً إلى أن الاكتفاء بتقديم المرشحين الذين سبقوا أن تقدموا بأوراقهم بورقة الترشيح فقط أمر جيد.
وفى سياق متصل أعلنت أحزاب المصريين الأحرار والحركة الوطنية ومصر بلدى استعداداتها لخوض الانتخابات وإعلان اختيار مرشحيها على المقاعد الفردية بعد انتهاء فترة التقدم للترشح.
وفى شمال سيناء، طالبت أمانة حزب الكرامة فى المحافظة بتأجيل الانتخابات بدوائر المحافظة، بسبب الظروف الأمنية التى تمر بها، وقال حاتم البلك، المتحدث باسم الحزب، إن الانفلات الأمنى وعدم العمل بمقر محكمة شمال سيناء يحتم تأجيل الانتخابات فى المحافظة، متسائلاً: كيف يمكن للمرشح التقدم بأوراق الترشح إلى محكمة الإسماعيلية؟ مشيراً إلى أنه يخشى أن يتم التصويت فى الإسماعيلية إذا تم إجراء الانتخابات. وأضاف أنه سيتم عقد لقاء موسع مع ممثلى الأحزاب والنقابات المهنية ومؤسسات المجتمع المدنى والشخصيات العامة والقيادات القبلية والأهلية للتشاور ووضع خطة عمل مشتركة، للتحرك من أجل تأجيل إجراء الانتخابات فى المحافظة.
من جانبه، كلف اللواء عادل لبيب، وزير التنمية المحلية، قطاع التفتيش والرقابة، التابع للوزارة، بالمرور على محافظات المرحلة الأولى للتأكد من استعدادها للانتخابات البرلمانية المقرر بدؤها يومى 17 و18 أكتوبر المقبل.
وقرر لبيب تشكيل فرق العمل من قطاع التفتيش والرقابة للمرور على اللجان الانتخابية فى محافظات «الجيزة والفيوم وبنى سويف والمنيا وأسيوط وأسوان والوادى الجديد وسوهاج وقنا والأقصر والبحر الأحمر والإسكندرية والبحيرة ومطروح» للتأكد من استعدادها للانتخابات البرلمانية.
وأكد الوزير، فى تصريحات صحفية، أمس، أن فرق عمل قطاع التفتيش ستمر على المراكز الانتخابية واللجان الفرعية التى يتم اختيارها بالتنسيق مع اللجنة العليا للانتخابات لتكون مقراً لإدلاء المواطنين بأصواتهم، مشددا على توفير جميع الإمكانات بها لتسهيل عمل القائمين على العملية الانتخابية.
وأكد أن اللجنة العليا للانتخابات هى صاحبة الاختصاص الأول والأخير فى جميع جوانب العملية الانتخابية، لافتا إلى أن الوزارة والمحافظات دورهما يقتصر على تجهيز مقار الانتخابات، وتوفير مقار للجان القضائية المشرفة على الانتخابات، وتوفير إقامة لائقة للقضاة والمشرفين على العملية الانتخابية.
وقال الدكتور أيمن أبوالعلا، سكرتير عام مساعد حزب المصريين الأحرار، إن إعلان اللجنة العليا للانتخابات فتح باب الترشح، يمثل بداية لماراثون انتخابى فريد من نوعه وفقا للدستور الجديد الذى يمنح مجلس النواب المقبل صلاحيات هى الأوسع فى تاريخ مصر، بما يلقى على كل مرشحى البرلمان مهمة هى الأصعب.
وأضاف أن الشعب يريد نائبا برلمانيا فى ثوب جديد وهو ثوب السيناتور وليس نائب الخدمات، وهو ما يتطلب من النائب القدرة على التشريع ومراقبة الحكومة وتمثيل الشعب أمامها.