تعهد الرئيس السوداني عمر حسن البشير بتنظيم انتخابات نزيهة وحرة, وقال البشير ـ أثناء افتتاح المرحلة الأخيرة في مشروع محطة كهربائية علي سد مروي صممتها شركة صينية في شمال السودان ـ الانتخابات ستكون نظيفة وحرة ونزيهة ومثالية مؤكدا أن الانتخابات عبادة لله.
ولم يشر البشير إلي قرار الحركة الشعبية لتحرير السودان سحب مرشحها من الانتخابات الرئاسية وعدم المشاركة في الانتخابات في شمال السودان ولا إلي مقاطعة حزب الأمة للانتخابات بكل مستوياتها أمس الأول وعدم اعترافه بنتائجها.
وفي المقابل أكد سلفا كير ميارديت النائب الأول للرئيس السوداني أن الانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في السودان لن تتمتع بالنزاهة والشفافية وسيتم تزويرها علي حد قوله.
وأكد سلفا كير في حوار لبرنامج ـ هارد توك ـ وإذاعة تليفزيون هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أمس ـ وجود العديد من الأدلة التي تشير إلي أن الانتخابات سيتم تزويرها.
برر سلفا كير قيام حزبه, الحركة الشعبية لتحرير السودان, بسحب مرشحه من الانتخابات الرئاسية ياسر عرمان بأن الحزب يؤمن بأن الانتخابات لن تسفر عن النتائج المرجوة, وأن الحزب لا يرغب في المشاركة في انتخابات يعتقد أنها سيشوبها العديد من الانتهاكات. يأتي ذلك في الوقت الذي أعرب فيه سلفا كير عن فخره لكونه النائب الأول لرئيس السودان, مؤكدا أنه يتعاون بشكل وثيق مع البشير وأن العلاقة بينهما طيبة. ومن جانبه أعلن السيد الصادق المهدي زعيم حزب الأمة ـ في مؤتمر صحفي عقده بالخرطوم أمس ـ أن المكتب السياسي لحزبه قرر مقاطعة الانتخابات علي كل مستوياتها لأنها لا تمثل احتكاما صحيحا للشعب وتمثل تحديا لإرادته.
وأوضح أنه بالرغم من موقفه من الانتخابات فسوف يسعي للتعاون مع القوي التي تفرزها الانتخابات للتعاون في كل قضايا السلام حول دارفور وسيتم التعاون مع الحركة الشعبية لتحسن فرص الوحدة العادلة أو الجوار الأخوي, وسيتم النقاش مع كل القوي المعارضة لتحقيق السلام في السودان.
ومن ناحية أخري دعا السيد علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الأصل جميع القوي السودانية إلي مقاطعة ما اسماه بمسرحية الانتخابات, وذلك حتي لا يتم إضفاء الشرعية علي نظام لا يستحقها.
ويأتي موقف حسنين مخالفا رئيس حزبه السيد محمد عثمان الميرغني الذي أعلن أن حزبه سيخوض الانتخابات. وعلي صعيد آخر, أعلنت وساطة الأمم المتحدة والوساطة القطرية لمحادثات الدوحة للسلام في دارفور أن المفاوضات بين وفد الحكومة السودانية ووفدي حركة العدل والمساواة وحركة التحرير والعدالة المتمردتين ستستأنف في قطر الشهر المقبل بعد الانتخابات السودانية.
وأوضح بيان للوساطة أنه سيتم تكثيف التشاور مع المجتمع المدني بدارفور لدفع المفاوضات التي من المقرر أن تتواصل في مايو المقبل عقب الانتخابات ووفق برنامج زمني معين ستعلن عنه الوساطة فيما بعد.
بعثة الجامعة العربية لمراقبة الانتخابات السودانية تصل إلي الخرطوم
وصل أمس إلي العاصمة السودانية الخرطوم وفد الجامعة العربية لمراقبة الانتخابات السودانية المقرر اجراؤها الأحد المقبل علي مدي ثلاثة أيام والمكون من50 مراقبا. وصرح السفير الدكتور صلاح حليمه, رئيس بعثة مراقبة الانتخابات للجامعة العربية في السودان ورئيس مكتب الجامعة العربية بالخرطوم في اتصال هاتفي مع الأهرام بأن بعثة المراقبة تم توزيعها علي مختلف ولايات السودان. وأشار إلي أن مهمة البعثة تتمثل في المشاركة في مراقبة الانتخابات السودانية بدءا من عملية التصويت والفرز والعد وإعلان النتائج, وهي عملية تبدأ من الأحد المقبل علي مدي سبعة أيام.