أعلن مهرجان الخليج السينمائى، اليوم، عن قائمة الأفلام المشاركة فى برنامج "تقاطعاتّ"، الذى سيعرض مجموعة كبيرة من الأفلام التى تعكس طيفاً كاملاً من الإبداعات السينمائية العالمية لمخرجى الأفلام القصيرة من كل من جنوب أفريقيا، أوروبا، آسيا، والعالم العربى.

ويضفى "تقاطعاتّ"، إلى جانب المسابقة الدولية، نكهة عالمية إلى مهرجان الخليج السينمائى، الذى يحتفى بالسينما الخليجية، والذى تقام فعالياته فى الفترة من 11 إلى 17 إبريل فى دبى فسيتيفال سيتى، حيث تم اختيار 27 فيلماً روائياً قصيراً من كل من أستراليا، البرازيل، كولومبيا، بولندا، تايوان، سويسرا، لبنان، جنوب أفريقيا، إيران، أسبانيا، إيطاليا، روسيا، ألمانيا، المملكة المتحدة، وجرينلاند، وعرضت أغلب هذه الأفلام فى مهرجانات دولية، وحازت على إعجاب النقاد والجمهور.

وحول برنامج "تقاطعات "قال مدير مهرجان الخليج السينمائى مسعود أمر الله آل على، "يعتبر مهرجان الخليج السينمائى منصة للتعريف بالمواهب السينمائية الصاعدة فى منطقة الخليج، وعلى تناغم مع ذلك يأتى برنامج "تقاطعات "كمنصة دولية تعرض أعمال المخرجين الصاعدين حول العالم، بما يحقق مقاربةً بين الأجيال السينمائية الصاعدة من مختلف الثقافات، حيث يعكس البرنامج الكثير من الأفكار والمقاربات التى تنتمى إلى مرجعيات وثقافات مختلفة، وتم اختيار الأفلام المشاركة فى البرنامج وفق قيمتها السينمائية وآفاقها الإبداعية، وخصوصية رؤيتها تجاه مختلف المواضيع التى تتعلق بمجريات الحياة التى نعيشها."

وتضم قائمة الأفلام العالمية التى ستعرض ضمن برنامج "تقاطعات" ، فيلم مخرج الوثائقيات الأسبانى ديفيد مونوز "ليلة أخرى على الأرض" الذى نال جائزة الاتحاد الدولى للصحافة السينمائية (فيبريسكى) فى الدورة 55 لمهرجان لايبزغ السينمائى الدولى، بالإضافة إلى حصوله على شهادات تقدير وتنويه فى مهرجانات دولية أخرى حول العالم، لما قدّمه من لوحات فنية لحياة المصرين البسطاء فى أوقات استثنائية، حيث قام "ديفيد" بتثبيت كاميرات فى عدد من سيارات الأجرة فى القاهرة فى الفترة من مارس إلى سبتمبر 2011 عقب أحداث الثورة المصرية وفى خضم ثوارت الربيع العربى، موثّقاً فى تلك الأوقات العصيبة حالات فقدان الثقة والأمل والشك فى بلد تتلاحق فيه الأحداث بوتيرة عالية.

ومن كولومبيا يشارك المخرج إيفان د. غاونا، بفيلم "بورتريهات "الذى عُرض فى العديد من المهرجانات السينمائية فى كل من جنوب أفريقيا وبراغ، والذى تم تكريمه أيضاً فى مسابقة "فهود الغد"فى "مهرجان لوكارنو السينمائى"، ويروى الفيلم قصة الجدة بولينا التى ترغب بإعداد "دجاجة الكريول" لزوجها على الغداء، لكنها لا تملك المال الكافى لشرائها، كما أن فوزها باليانصيب بكاميرا "بولارويد" سيأخذها إلى عالم آخر دون أن يمنع الجوع عنها.

يشارك أيضاً فيلمان عرضا مؤخراً فى مهرجان "كليرمون فيران" بفرنسا، هما فيلم "وميض" للمخرج الإيرانى أوميد عبد الله، متناولاً قصة رجل أمضى حياته فى صناعة النظارة، وها هو الآن ينوى إغلاق محله جراء معاناته من ضعف البصر، لكن قبل ذلك عليه تسليم نظارة أخيرة إلى إحدى زبوناته، أما الفيلم الثانى فهو بعنوان "مستقيم" للمخرج البرازيلى أمير أدمونى، حيث الخط ليس إلا نقطة ذهبت فى نزهة، وجماليات الفيلم على ارتباطه بخصوصيته، نال الفيلم العديد من الجوائز داخل البرازيل وخارجها.

أما أفلام التحريك فلنا أن نقع على قصة تدور حول الموت فى فيلم الألمانى جوشوا ثيلوسين "الساعة الرمليّة "والذى -أى الموت - يعيش وحيداً فى بيت صغير يقع فى أرض خالية من البشر، إلا أن روتين حياته اليومية يتغيّر حين يقع على طفل متروك أمام عتبة بيته. ويطرح الفيلم سؤالاً مفاده هل لهذا الحدث أن يكون نقطة تحوّل فى حياة الموت؟ أما المخرج التايوانى تين يو مياو فيحضر من خلال فيلم "حالة مؤقتة"، حيث يسعى وو تشانغ، بطل الفيلم، فى حالة بين النوم واليقظة توريث معبد للجيل المقبل، إلا أنه سرعان ما يقع بين الأنقاض والمدينة الحديثة.

وفيلم" غنيمة "للمخرج الجنوب أفريقى كريغ روم، والذى يمكن وصفه بالكوميديا السوداء، نقع على عملية سطو غير عادية، حيث الخط الفاصل بين الحقيقة والخيال بالكاد يُرى، وليست الأشياء التى تظهر أمامنا على ما هى عليه، حصد هذا الفيلم جائزة الجمهور فى "مهرجان نيويورك للأفلام القصيرة"، وجائزة أفضل سرد فى "مهرجان ون سكرين" فى 2012، ومن سويسرا يشارك المخرج تيمو فون جانتن بفيلم "دمية "الذى يتتبع حياة دمية فى واجهات أحد المحال الباريسية وسعيها للهرب لتحظى بالشهرة، وعُرض هذا الفيلم فى المسابقة الرسمية لـ"مهرجان الأفلام الأوروبية المستقلة".

وفى عرض عالمى أول تأخذنا المخرجة اللبنانية زينة مكى وفيلم "كان يا مكان.. حكاية العطور"، الذى يروى قصة الفتاة لولا التى تظهر من العدم فى قرية تغيب عنها الألوان وحاسة الشم، لعنة لولا تتمثل بأنها تمتلك بشرةً عطريةً، وهذا كافٍ ليناصبها أهل القرية العداء، لكنها وبالاعتماد على روابطها الخاصة بالأرض والطبيعة ستعيد لهؤلاء البشر الروائح والألوان وتغيّر حياتهم جذرياً، أما فيلم "مشاهد من بيت ريفى" للمخرجة الأسترالية ميسكا مانديك فتدور أحداثه فى أوروبا الشرقية قبل الحرب، حيث تعيش الفتاة آنا وعائلتها فى منزل ريفى ناءٍ تحيط به الغابات الكثيفة، عندما تهبّ رياح باردة، فهذا نذير شؤم يحمل رسالة لآنا، حينها تسقط كلّ شىء من يدها وتجرى، إنّه فيلم عن الحبّ والحرب والحزن والقبول بالآخر.

ويستكشف المخرج الموسيقى الإيطالى لورينزو غوارنييرى فى فيلم "قصّة سونيا" بمدينة فلورنسا فى سبعينات القرن الماضى، الفترة التى اتسمت بالاضطرابات، وذلك من خلال سونيا الفتاة المراهقة، فى تصوير لصراع الأجيال الذى ساد فى تلك المرحلة، يستحضر هذا الفيلم أسلوب المخرج الإيطالى سرجيو ليون فى الرحلة العاطفية الحميمية التى تتقاطع مع صراعات الأجيال، والعنف الذى يقلب مسار حياة سونيا.

ومن روسيا تشارك المخرجة آنا ساروخانوفا بفيلم "بعيد" الذى يكشف الصراع النفسى لرجل يحاول اتخاذ القرار بقبول وظيفة فى الخارج، والتى إذا ما قبلها فسيضطر إلى هجر عائلته وصديقته وكل حاضره. تتطرق المخرجة آنا ساروخانوفا فى هذا الفيلم إلى تجربتها الشخصية التى اضطرتها إلى ترك موطنها فى جورجيا والرحيل إلى موسكو للدراسة، وخوض رحلة بين مدينتين وحاضرين.

يشارك أيضاً المخرج إيفان مازا من فنزويلا بفيلم "عند منتصف الظهيرة" الذى يصوّر إقدام طالب ضئيل الجسم على توجيه إهانة لأكبر الفتية فى الصف، وذلك من دون قصد، ما يضعه فى مواجهة مع مخاوفه وتحت وطأة ضغوط تحاصره. كل شىء يغلى نحو مواجهة حتمية عند منتصف الظهيرة. ومن عالم المراهقين إلى عالم البالغين قليلاً وفيلم "أهمية الحلوى والملح" الذى يمزج فيه المخرج البلجيكى بونوا دى كليرك بين الملهاة والمأساة، وذلك عبر صراع داخلى عند رجل يهرب من علاقته المتوتّرة مع زوجته، وهكذا فإنه حينما يحضّر العشاء لزوجته، يتأمّل مأزقه المعاش، ويتساءل عن سلامة عقله، ومن المتوقع أن يتم اختيار هذا الفيلم القصير والمثير للجدل ليمثل الأفلام البلجيكية فى جوائز الأوسكار عام 2014.

فيلمان آخران يستكشفان اللقاءات القدرية بين الغرباء، كما هو فيلم المخرج الأيرلندى شيمى ماركوس "وحيد القرن" الذى يدور حول شاب وشابّة جمعتهما الصدفة معاً دون سابق ميعاد، وعلى الرغم من حاجز اللغة بينهما إلا أنّهما يمضيان فى معرفة الكثير عن بعضهما، وبما يتخطى توقعاتهما، بينما يتتبع فيلم الإنتاج المشترك بين جرين لاند والنرويج "قاعة الشيطان" للمخرج هنيريك مارتن دالزباكن، يتتبع خطى أحد المغامرين إلى القطب الشمالى، والذى يضطر إلى أن يوارى جثة آخر رفاق رحلته تحت أكوام الثلج، وفى ذات الوقت يستكمل المسير وحيداً بحثاً عن القطب الشمالى، لكن حادثة غير متوقعة تضعه أمام خيار مرّ بين الشهرة والأخلاق، وليبقى هذا الخيار مطارداً له طيلة العمر.