أعلنت مصادر أمنية عراقية أن ما لا يقل عن 41 شخصا قتلوا، وأصيب 232 آخرون بينهم 4 موظفين بالقنصلية المصرية في ثلاث هجمات انتحارية في وسط بغداد بواسطة 3 سيارات مفخخة.
وقد استهدفت التفجيرات السفارة الإيرانية في منطقة الصالحية في بغداد ومقر اقامة السفير الألماني في حي المنصور غير بعيد عن سفارة سوريا.لكن توقعات أمنية أشارت الي أن الضحايا أكثر من هذا العدد بكثير. وقال اللواء قاسم عطا المتحدث باسم عمليات بغداد, ان التفجيرات نفذت بسيارات مفخخة, ركنت بالقرب من الأماكن المستهدفة, وأشار عطا الي أن حصيلة القتلي والجرحي لاتزال أولية, وأن الأجهزة الأمنية اعتقلت عقب التفجيرات انتحاريا بالقرب من مقر السفارة الألمانية.
وأضافت المصادر العراقية أن التحقيقات الأولية مع المعتقل أشارت الي انتمائه لتنظيم القاعدة, وأن عمليات الانقاذ لاتزال مستمرة حتي الآن.
وفي وقت لاحق أكدت إدارة عمليات بغداد أن التفجيرات انتحارية, وليست بسيارات فخخت ثم تركت.
وأعلن مصدر في الشرطة العراقية, أن التفجير الذي وقع أمام السفارة الإيرانية في بغداد أسفر عن مقتل12 شخصا وإصابة51 آخرين, وأوضح المصدر أن معظم الضحايا هم من موظفي المصرف العقاري المجاور للسفارة الإيرانية.
وندد السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي بالهجوم قائلا, إنها عملية إرهابية.
وقد تعرض مقر نقابة الصحفيين الواقع في منطقة الصالحية لأضرار بالغة نتيجة التفجير, الذي وقع قرب السفارة الإيرانية, وذكرت مصادر في النقابة أن صحفيين أصيبا نتيجة تطاير شظايا التفجير.
وقال شهود عيان في منطقة المنصور غربي بغداد, إن أعمدة الدخان تصاعدت في منطقتهم بعد حدوث الانفجارات الثلاثة, التي وقعت بفارق زمني بسيط.
ومن جهة أخري, أعلن مصدر في شرطة أبوغريب أن عناصر مشتركة من الجيش والشرطة انتشرت في معاقل قوات الصحوة بمناطق غرب بغداد, تحسبا لهجمات مسلحة تطالهم, بعد حادثة البوصيفي جنوب بغداد. ومن جانبه, أكد القائد العسكري السابق لصحوة الرمادي رعد الصباح, أن القوات الأمريكية تملصت من جميع الوعود التي قطعتها للصحوة, خلال عمليات تطهير المدن العراقية من تنظيم القاعدة, وأنها لم تف إلا بجزء يسير جدا من تلك الالتزامات, مشيرا الي تعرض أكثر من60 منزلا لأشخاص من عناصر الصحوة لهجمات من عناصر القاعدة, خلال الأشهر الخمس الماضية, أسفر عن مقتل قرابة90 شخصا.
وفي الموصل, أعلنت الشرطة العراقية مقتل شخص واصابة22 آخرين, إثر انفجار سيارة مفخخة.
وقال اللواء قاسم عطا, إن بعض التنظيمات ربما تسعي الي زعزعة الوضع والتأثير علي المشهد السياسي والأمني, ولذا تلجأ الي تصعيد العمليات الإرهابية لاستغلال الفراغ والتجاذبات السياسية, وأضاف قواتنا تتخذ إجراءات مشددة, وعلينا أن نكون في مرحلة عالية من التأهب.
كما أكد أن قوات الأمن ضبطت سيارة يقودها انتحاري في منطقة المسبح في حي الكرادة وسط بغداد, وأبطلت مفعولها.
وفي باريس, أدان برنار كوشنير وزير خارجية فرنسا بشدة العمليات التفجيرية التي ضربت بغداد واستهدفت البعثات الدبلوماسية.
وقال البيان الصادر عن وزير الخارجية, إنه يعرب عن بالغ تأثره للتفجيرات القاتلة التي أصابت بغداد مرة أخري وأوقعت المزيد من القتلي والجرحي, والتي استهدفت عدة بعثات دبلوماسية من بينها المصرية والإيرانية والألمانية.
وقال كوشنير إنه يدين بكل شدة الأعمال الارهابية البربرية التي لابد من ملاحقة مرتكبيها وتقديمهم أمام العدالة لينالوا جزاءهم.
وعلي صعيد التطورات السياسية, أكدت الأحزاب الكردية رغبتها في تجديد الولاية الرئاسية لجلال طالباني, والسعي لتشكيل كتلة برلمانية واحدة.
وعقد رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني أمس, اجتماعا مع الكتل الكردية, التي فازت بمقاعد في مجلس النواب العراقي, اتفق فيه علي توحيد المواقف في الحوار مع الكتل العراقية الأخري لتشكيل الحكومة الجديدة, كما بحث تشكيل كتلة برلمانية واحدة وترشيح طالباني لولاية رئاسية ثانية, وقال البارزاني الذي يترأس الحزب الديمقراطي الكردستاني, إن طالباني هو مرشح الأكراد لرئاسة العراق. ومن ناحية أخري, بحث رئيس تيار الإصلاح الوطني ابراهيم الجعفري مع رئيس الوزراء رئيس قائمة ائتلاف دولة القانون نوري المالكي, الجهود المبذولة لإيجاد مناخات ملائمة لتشكيل الحكومة الجديدة.
وذكر مكتب رئيس تيار الإصلاح الوطني في بيان أمس, ان الجعفري زار المالكي وعقد معه مباحثات هي الثانية في غضون أربعة أيام للوقوف علي آخر تطورات سير عمليات التحالف الجارية, وأن الجانبين أكدا خلال اللقاء ضرورة إيجاد برنامج مشترك تعتمد فيه الثوابت الوطنية.
وفي هذه الأثناء, قال صلاح العبيدي المتحدث باسم زعيم التيار الصدري, ان الهدف من الجولة التي يقوم بها وفد من التيار الي دول عربية هو لتبادل الآراء بشأن تشكيل الحكومة المقبلة, والانفتاح علي جميع دول المنطقة بدون استثناء, داعيا الدول العربية الي عدم حساب الشيعة في العراق علي دول مجاورة.