fiogf49gjkf0d
يقدم المخرج السينمائى الأسبانى أندريس موسكيتى فى أول تجاربه الإخراجية
الروائية الطويلة عملا سينمائيا من نوعية الرعب من خلال فيلمه "ماما" أو
mama الذى يعرض حاليا فى عدد من دور العرض المصرية والعالمية أيضا، وهو فى الأصل
يعد نسخة مطورة من فيلمه القصير الذى يحمل الاسم نفسه وسبق أن قدمه منذ حوالى 5 سنوات.
محاولة المخرج لتقديم فيلم Horror يثير المخاوف ويفجر مشاعر الرهبة والترقب لم تكن
على نفس مستوى بداية العمل، حيث تبدأ أحداث الفيلم مشوقة إلى حد كبير لرجل يقتل زوجته
ويهرب مع ابنتيه الصغيرتين فيكتوريا وليلى مسرعا بسيارته وتنقلب فى الطريق ويجد نفسه
وسط غابة ليدخل منزلا مهجورا ثم نجده يحاول الانتحار تارة وتارة أخرى يحاول قتل ابنته
حتى يحدث مالا يتوقعه، مع ظهور مخلوقة غريبة الشكل تمنعه من قتل الفتاة الصغيرة وتقتله،
ثم تبدأ فى إطعام الصغيرتين.
ومع مرور السنوات وبحث العم "لوكاس" عن الطفلتين مستعينا بأشخاص
مأجورين يستطيع أن يجدهما على قيد الحياة فى كوخ سىء لتبدأ الفتاتان مع لوكاس وخطيبته
حياة جديدة، حيث تظهر على الفتاتين أنهما يعانيان من أمراض نفسية وعصبية، نظرا للعزلة
التى كانوا يعيشون بها طوال السنوات الماضية لذا يشرف طبيب نفسى خاص على علاجهما ويضعهما
مع عمهما وخطيبته فى منزل خاص تحت رعايته، لكن يصاحب الفتاتين شئ غامض وخفى وهو المرأة
الشبح التى كانت ترعاهما، ومع إصابة العم فى حادث ودخوله المستشفى تبدأ "أنابيل"
رعاية الصغيرتين لكنها تشعر بأن هناك شيئا غريبا فى المنزل.
وطوال أحداث الفيلم نجد محاولات من الطبيب النفسى لمعرفة سر الفتاتين خصوصا
أنه مهتم أيضا بعالم الأشباح، كما نجد أيضا محاولات من "أنابيل" لفهم حقيقة
ما يحدث حولها، لكن مع كثرة الاسترسال فى هذه المشاهد يشعر المتفرج ببعض من الملل خصوصا
أنه لا يحدث شيئا ملفت للنظر وتتوقف الحدوتة الدرامية عند هذه التفصيلة ولا تخرج عنها
ويبدو أن المخرج وجد صعوبة فى تحويل فيلمه القصير "ماما" الذى نال استحسانا
نقديا عند عرضه عام 2008 إلى فيلم روائى سينمائى طويل، فالرعب والإثارة بالفيلم تشبه
غيرها من أفلام الرعب الأمريكية العادية.
تم تصوير الفيلم داخل استوديوهات بينوود فى تورنتو وفى مواقع خارجية حولها
أبرزها موقع تصوير للمنزل الخاص بالعم لوكاس وعلى عكس أفلام الرعب الأخرى فهو ليس قلعة
مهجورة أو يقع فى الضواحى المظلمة بل أراد المخرج أن يكون منزلا عاديا قريبا من المنازل
الموجودة حاليا.
أبرز ما فى الفيلم هو أداء النجمة جيسيكا شاستين التى جسدت دور "أناببيل"
وأيضا الطفلتان ميجان وإيزابيل اللتين جسدتا دور "ليلى وفيكتوريا" حيث استطاعا
لفت انتباه الجمهور فرغم صغر سنهما إلا أن أدائهما كان متزنا، بينما جسد دور الأم الشبح
ممثل رجل وهو خافيير بوتيت وهو نفس الممثل الذى قام بالشخصية فى الفيلم القصير، ومن
أجل تصميم شخصية ماما تصور المخرج لوحة سريالية قديمة لموديليانى أجى عليها بعض التعديلات
الماكيير الأمريكى شيث ذر المعروف بمؤثراته الفنية المميزة، بينما جسد شخصية الأب والعم
الممثل نيكولاس كوستر والدو.
ونجح الفيلم فى تحقيق إيرادات وصلت إلى 100 مليون دولار أمريكى، ويبدو
أنه فيلم مناسب للجمهور الأمريكى أكثر لأن إيرادات شباك التذاكر فى أمريكا وحدها بلغت
70 مليون دولار والـ30 مليونا الآخرين من شباك التذاكر بمختلف دول العالم.