أحيا الفلسطينيون أمس الذكري الرابعة والثلاثين ليوم الأرض, في ظل تصاعد غير مسبوق لسياسة الاستيطان والتهويد, التي تنتهجها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت مصادر طبية فلسطينية أمس, أن فتي فلسطينيا استشهد برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من مطار غزة الدولي شرق مدينة رفح جنوب قطاع غزة, كما أصيب10 فلسطينيين فتحت قوات الاحتلال النار علي مسيراتهم الشعبية.
وقالت المصادر إن الشهيد ويدعي محمد الفرماوي(17 عاما) أصيب برصاص جنود الاحتلال, وأضافت أن قوات الاحتلال فتحت نيران أسلحتها بشكل مفاجيء صوب فتية كانوا قرب المطار, مما أدي الي استشهاده, وأن قوات الاحتلال قامت بإطلاق النار علي فرق الاسعاف فور وصولها الي مكان جثمان الشهيد.
وقد استبقت سلطات الاحتلال ذكري يوم الأرض, الذي يتزامن العام الحالي مع بدء الاحتفالات بعيد الفصح اليهودي, بفرض المزيد من الإجراءات القمعية بحق الفلسطينيين في القدس والضفة, وواصلت قوات الاحتلال اغلاق معظم بوابات المسجد الأقصي, ومنعت المصلين من جميع الأعمار من الدخول الي المسجد, في حين اتخذت إجراءات مشابهة علي بوابات البلدة القديمة, كما فرض الجيش الإسرائيلي إغلاقا تاما للضفة الغربية, حتي السادس من ابريل لدواع أمنية بمناسبة عيد الفصح.
وأعلنت وحدة البحث والتوثيق في مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية, ان الشرطة الإسرائيلية فرضت أمس قيودا مشددة علي دخول المصلين للمسجد الأقصي شملت جميع الأعمار, وأن مشادات حدثت بين فلسطينيين طاعنين في السن احتجوا علي اجراءات الشرطة التي منعت دخول اطفال معهم.
كما منعت الشرطة الإسرائيلية نحو500 طالب وطالبة يدرسون في مدارس داخل باحات المسجد الأقصي من الالتحاق بمدارسهم.
وقد أحيا فلسطينيو48 أمس ذكري يوم الأرض بتنظيم مهرجان جماهيري في النقب احتجاجا علي ما يعانيه العرب هناك من مصادرة أراضيهم وهدم بيوتهم, وبمسيرة مركزية في مدينة سخنين في الجليل بدعوة من لجنة المتابعة العربية في إسرائيل.
وقد حذر الدكتور ناجح بكيرات رئيس قسم المخطوطات في المسجد الأقصي بأن ما يجري في القدس من بناء للاحياء الاستيطانية هو جزء من خطة شاملة ومحكمة لتغيير جغرافية المدينة لتتلاءم والمطامع الإسرائيلية بجعل القدس عاصمة أبدية لإسرائيل.
في حين أكد خالد القواسمي وزير الحكم المحلي الفلسطيني, أن استمرار الصمود والمقاومة الفلسطينية هو السبيل الوحيد للابقاء علي حلم الدولة الفلسطينية, وأكد أن كل خطط الاحتلال لابتلاع الأراضي الفلسطينية ستبوء بالفشل لأن الشعب الفلسطيني لن يتخلي عن أراضيه.
ومن جانبها, جددت حركة فتح تمسكها بالثوابت الفلسطينية وأكدت أهمية المقاومة الشعبية القابلة للتطور والتجديد وفقا للظروف الموضوعية والحسابات الوطنية.
يأتي ذلك في وقت أكد نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية, أن السلطة الفلسطينية لن تقبل بدولة ناقصة السيادة علي القدس أو الحدود, ونفي أن تكون الإدارة الأمريكية قد أبلغت السلطة الفلسطينية بأنها تريد طرح خطة سلام مماثلة لما طرحه الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون عام2000.
وعلي صعيد آخر, ذكر تقرير لمؤسسة التضامن الدولي في نابلس, أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي صادرت العام الماضي نحو160 ألف دونم من الأراضي الفلسطينية, متذرعة بحجج أمنية واقامة الجدار العنصري وتوسيع المستوطنات الإسرائيلية وشق الطرق الخاصة بها, مشيرا الي أن أبرز عمليات المصادرة وأكبرها حجما تمت في مدن القدس والخليل وبيت لحم وجنين ونابلس والأغوار.