fiogf49gjkf0d

بدأت ساقيها فى الاهتزاز لا إرادياً، وازداد تقلص جسدها مع اقترابهم، لا يتوقف جسدها عن الارتعاش ولا يتوقف عقلها عن العمل، أفكار متلاحقة تتردد سريعاً فى ذهنها الذى شله مشهد المتحرشين حولها عن الحركة، تبحث عن وسيلة إنقاذ أو حركة فجائية للهرب بلا جدوى، لم يبقِ أمامها سوى الصراخ وإطلاق العنان لساقيها، لم يترك لها الموقف اختيارات أخرى فى شارع أصبح العنف هو لغته الأولى، ولم يعد يسمح لها بالخروج بدون وسيلة حقيقة للدفاع عن النفس.

حكايتها واحدة من ضمن مئات الحكايات التى تبدأ الجلسة بسردها وسط الدائرة الضخمة التى تجتمع فى نهاية كل أسبوع فى ركن هادئ بحديقة الأزهر، للتصدى للظاهرة التى تضخمت فى الشارع المصرى مؤخراً، وكان الدفاع عن النفس هو شعار الدائرة التى وصل عدد اجتماعها إلى 12 اجتماعا على مدار أسابيع متتالية لتدريب الفتيات على الدفاع عن أنفسهن فى مواجهة التحرش من خلال سرد خطوتين هما "الحكى"، و"الأيكادو" الذى حاول كل من "أحمد سمير" و"مصطفى محمود" تعليمه للفتيات لمواجهة التحرش، فى مبادرة أطلقاها للتصدى للمشكلة بطريقة عملية هى مبادرة "الدفاع عن النفس".

"الأيكادو رياضة سهلة تعتمد على تكنيك يتحكم به العقل أكثر من اعتمادها على القوة البدنية"، هكذا بدأ "أحمد سمير" طبيب الأسنان الشاب الذى أطلق الفكرة فى محاولة لحل المشكلة بطريقة عملية، وعن المبادرة قال "سمير": الفكرة بدأت منذ عدة أشهر بمجموعة من المحاضرات عن الدفاع عن النفس فى الجامعات، ثم انتقلت إلى التطبيق العملى فى نهاية كل أسبوع بحديقة الأزهر، التى قمنا باستغلالها كمكان مفتوح للتدريب على رياضة الأيكادو بحركات بسيطة تستطيع بها الفتاة الدفاع عن نفسها".

يكمل "سمير"، بعد عدة أشهر من الدعوة التى أطلقناها، زاد عدد المقبلات على التدريب الذى أثبت نجاحاً فى بعض المواقف التى تقوم الفتيات بسردها فى بداية كل جلسة، كما أقبل على فكرة مجموعة من الشباب للتدريب على رياضة الدفاع عن النفس.

الفكرة التى بدأت ببساطة فى مكان مفتوح لمواجهة ظاهرة التحرش، نجحت فى إثبات فعاليتها فى فترة قصيرة زاد فيها عدد المقبلين والمقبلات على التدريب الذى يفتح أبوابه للمتقدمين يوم الجمعة من كل أسبوع فى حديقة الأزهر، بالرغم من اقتناع أصحاب الفكرة أن التدريب والتسلح بما يساعد على المواجهة هو الحل لظاهرة التحرش التى يجب دراستها على نطاق أوسع من المبادرات الفردية.