fiogf49gjkf0d

تعتزم سلطات حركة حماس الإسلامية فى قطاع غزة التوسع فى فصول تعليم اللغة العبرية فى مدارس القطاع الثانوية لمساعدة الفلسطينيين فى معرفة عدوهم فى أوقات الصراع مع إسرائيل.

ولا يعنى سعى حماس للنهوض بتعليم اللغة العبرية فى القطاع، أن السلام بات وشيكا، وإنما يهدف إلى جعل المهارات اللغوية جبهة جديدة فى النضال ضد إسرائيل.

وتقول حماس، إن أبناء غزة سيستفيدون من القدرة على متابعة ما يقوله الإسرائيليون بلغتهم.

وأذاعت حماس تهديدات للإسرائيليين باللغة العبرية فى تسجيلات مصورة ورسائل إذاعية خلال الاشتباكات التى استمرت ثمانية أيام فى نوفمبر، وأطلقت خلالها الجماعات الفلسطينية كثيرا من الصواريخ على إسرائيل إلى أن توصلت مصر إلى وقف لإطلاق النار بالوساطة بين الطرفين، وأبرز بث الرسائل رغبة حماس فى استخدام اللغة العبرية كأداة للدعاية فى الصراع.

بل وبدأت كتائب عز الدين القسام وهى الجناح العسكرى لحماس تصدر بيانات بالعبرية عن طريق حسابها على موقع تويتر.

وقالت سمية النخالة مديرة دائرة المناهج بوزارة التربية والتعليم فى قطاع غزة لرويترز "الهدف من تدريس اللغة العبرية هو أن يتعلم طلابنا وطالباتنا لغة عدوهم".

وأضافت أن التوسع فى تعليم اللغة العبرية يأتى نتيجة لخطة الوزارة ويلبى زيادة الطلب على تعلم هذه اللغة من جانب الطلاب الفلسطينيين الذين يريدون تعلم لغة عدوهم ليؤمنوا "شره وخداعه".

وكانت تلمح فيما يبدو إلى معرفة ما يدور فى الحياة السياسية الإسرائيلية والإلمام بالسياسات والإستراتيجيات الإسرائيلية بخصوص الفلسطينيين من خلال متابعة صحافة إسرائيل المطبوعة وإعلامها الإلكترونى.

وتابعت أن دروس تعليم العبرية تقتصر الآن على طلاب السنة الدراسية التاسعة لكن التوسع سيتيحها للسنوات الدراسية التالية بدءا من الفصل الدراسى التالى.

وكان كثير من فلسطينيى غزة الذين يبلغ عددهم 1.5 مليون نسمة يستطيعون قبل 20 عاما التحدث بالعبرية وفهمها بسبب عملهم فى إسرائيل أو قضائهم وقتا فى سجونها لمزاعم ضلوعهم فى هجمات.

لكن غزة باتت معزولة عن إسرائيل إلى حد بعيد منذ حصولها على حكم ذاتى محدود فى عام 1994 بموجب اتفاقات السلام المؤقتة وأغلقت إسرائيل أبوابها فى وجه معظم العمال الفلسطينيين لدواع أمنية وتصاعد العنف عبر الحدود.

وقال وفا مقاط مدير مدرسة فى غزة "هده تجربة ونأمل أن العام القادم يتم رفع أعداد الطلاب الدارسين للغة العبرية".

وقال خالد البابا وهو من بين عدد من مدرسى اللغة العبرية الذين تعلموا اللغة خلال احتلال إسرائيل لغزة من عام 1967 إلى عام 2005 أن كثيرا من الناس يفضلون الآن دراسة العبرية على دراسة الفرنسية التى كانت مفضلة من قبل.

وفى أحد الأيام وجه البابا أسئلة باللغة العبرية إلى طلابه فى الصف الدراسى وتباهى بعضهم بأنهم يعرفون اللغة بالفعل إلى حد يكفيهم لفهم التعليمات على المنتجات الإسرائيلية التى تباع فى المتاجر الكبيرة فى غزة ومتابعة الأعلام الإسرائيلى.

واللغة العبرية ليست ضمن المقررات التعليمية فى الضفة الغربية حيث تدير السلطة الفلسطينية الحكم الذاتى فى المناطق التى لا يحتلها المستوطنون اليهود.

وفى القوات المسلحة وأجهزة الأمن الإسرائيلية كثيرا من الضباط الذين يجيدون العربية وخصوصا ضباط المخابرات الذين يستجوبون المحتجزين الفلسطينيين.