fiogf49gjkf0d
الشعب يريد إسقاط النظام.. هذا الهتاف الذى كان يهزه وقت الثورة.. لطالما
نادى به مثله مثل الآلاف من المصريين.. وقتها كان يرى مصر منهوبة.. هو فى الأصل مرشد
سياحى شاهد طوال عمره تفشى الفساد فى هذا القطاع، وتمنى أن ينتهى حتى تتحول مصر إلى
دولة سياحية عظمى.. تحقق ما كان ينادى به وسقط النظام ولكن معه تبدل الحلم إلى كابوس
وسقطت السياحة وتحول هو وزملاءه إلى طابور طويل من "العواطلية" بدلا من مرشدين
سياحيين فى أكبر بلد سياحى فى العالم مثلما كان يتمنى.
عبد الرحمن يونس، صاحب الثلاثين عاما، والعشر سنوات من الإرشاد السياحى
لليابانيين على أرض الفراعنة، قرر نفض غبار البطالة من فوق أكتافه وتحويله إلى قوة
دفع لحلم كان يحلم به منذ سنوات ويقول "طول عمرى بحلم ألاقى وسيلة تدعو للسياحة
المصرية فى اليابان مثل باقى دول العالم الطبيعية، وبما أننا أصبحنا لا نملك غير الوقت
قررت أن أنتج هذه الوسيلة وبدأت أتواصل مع زملاء المهنة لنطلق أول مجلة مجانية تدعو
للسياحة المصرية فى اليابان وباللغة اليابانية".
عبد الرحمن عمل على تكوين فريق متكامل اتصل بأصدقاء المهنة ليخبرهم بالفكرة..
قام بتجميع عشرة أشخاص لم يملكوا مكانا ليتجمعوا فيه حتى الآن ولكنهم استطاعوا من خلال
التواصل عبر الإنترنت من إنتاج أول مجلة بأيدى شباب مصرى للترويج لمصر فى الخارج تحت
عنوان "محطة مصر الدولية" وأرسلوا منها آلاف النسخ المجانية لليابان ولكن
وسط كل هذا ظهر شىء لم يكن هو شخصيا يتوقعه.
يقول "أول مبادئ الاتفاق كانت أن هذا المشروع مجانى وسيظل مجانى دون
أى هدف للربح سوى التسويق لمصر فقط، وكان من الطبيعى أن أجد مصريين يشاركوننى فيه ولكن
المفاجأة حينما اتصلت ببعض الأصدقاء اليابانيين ليساعدونا ووجدتهم يوافقون حتى أن واحدة
منهم كانت تساعدنا من اليابان حيث نرسل لها الأعمال وتقوم هى بمراجعتها وضبطها بما
يناسب المجتمع اليابانى دون أن تأخذ أى أموال".
فى اليابان توزع "محطة مصر الدولية" الآن آلاف النسخ المجانية،
واحتفلت بها الرابطة الأفريقية على أنها نجاح أفريقى فى اليابان، واختارها منظمو الندوات
الدورية السياحية فى مطار كانساى الدولى بمدينة أوساكا لتكون أحد موضوعات الندوة القادمة
يوم 27 يناير، دون أن تتكلف الدولة جنيها واحدا وعلى الرغم من ذلك فالمجموعة واجهت
بعض المشاكل الكبيرة بسبب الروتين الحكومى الذى يتمنون أن يتخلصوا منه قبل إطلاق العدد
الثانى "المشكلة أنه حتى الآن لم يصدر القانون الجديد للمطبوعات المصرية، ولذلك
أُجبرنا أن نتجه لإحدى الشركات السياحية حتى تصدر المجلة على أنها مجلة دعائية، وهو
ما كلفنا مبالغ إضافية فى الشحن إلى اليابان، فقط نريد بعض التخفيضات لشحن المجلة إلى
اليابان، وأن تسجل المجلة حتى تصبح مجلة مصرية وليست مجلة دعائية.. هل هذا كثير؟!"