fiogf49gjkf0d
رصدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية
قلق خبراء نوويين بالولايات المتحدة والشرق الأوسط بشأن تأمين نحو 50 طنا من اليورانيوم
غير المخصب متواجدة فى سوريا، فى ظل تخوفات من أن يتم نقلها إلى إيران وسط اشتعال الحرب
الأهلية بالبلاد.
وقالت الصحيفة - فى تقرير أوردته فى موقعها الإلكترونى
الثلاثاء، إن السبب فى إثارة تلك المخاوف، والتى وصلت عبر إحدى الحكومات إلى الوكالة
الدولية للطاقة الذرية، هو ما تردد عن تحركات صوب ما يدعى البعض أنه مصنع سرى لتخصيب
اليورانيوم بناه النظام السورى فى مدينة "مرج السلطان" على مقربة من العاصمة
دمشق، مشيرة إلى صور تم التقاطها للموقع فى أكتوبر ونوفمبر وديسمبر من العام المنصرم
جميعها تظهر عملية التخلص التدريجى من أشجار الموقع دونما سبب ظاهر.
ورأت الصحيفة، أن تلك التطورات تعيد إلى الأذهان
الغموض الذى اكتنف البرنامج النووى السورى الذى طالما أنكرته دمشق، مشيرة إلى أن ثمة
مخاوف حقيقية تتعلق بمصير اليورانيوم الذى كانت سوريا تنوى تخصيبه فى مفاعل "الكبار"
شرق العاصمة قبيل تدميره عام 2007، وكذلك حول مكان وجود هذه الكمية الكبيرة من اليورانيوم.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان الزيارة التى قام
بها فريق مفتشى الوكالة إلى موقع المفاعل المحطم فى مايو 2008، حين لم يجدوا سوى آثار
يورانيوم، وهو ما أضاف غموضا على الغموض، إذ أثار ذلك التساؤل عن الوجهة التى قد تكون
ذهبت إليها كل هذه الكمية الكافية، بحسب الخبراء، لتزويد خمسة أسلحة ذرية بالوقود.
ونوهت الصحيفة عن تخوف بعض الحكومات من أن تكون
المحطة الأخيرة لتلك الكمية هى إيران، الحليف المقرب إلى نظام الرئيس السورى بشار الأسد،
والتى تحتاج بشكل عاجل إلى اليورانيوم لبرنامجها النووى.
وقالت الصحيفة فى ختام تعليقها، إنه رغم عدم التيقن
من وجود اليورانيوم بموقع مرج السلطان، إلا أن الشىء المؤكد هو أن النظام السورى لديه
كمية ليست قليلة من نوعية اليورانيوم التى حاولت إيران الحصول عليها من السوق الدولية
قبل سنوات، ومن الممكن تحويل هذه الكمية من دمشق إلى طهران جوا، عندئذ قد تلجأ الأخيرة
إلى إنشاء مفاعل نووى سرى آخر للاستفادة من هذه الكمية الحيوية من اليورانيوم بما يمكنها
من تصنيع قنبلة.