fiogf49gjkf0d

محفظة جيب صغيرة استقر بداخلها طويلاً، منسياً داخل ركن من أركان المحفظة توافدت عليه العملات المعدنية التى حملت نفس اسمه وحل محل فى الأيادى التى افتقد ملمسها، بعد أن تحول من ملك "الكارنيه" إلى تذكار يتهادى به من ظل يحمله كذكرى لها تاريخ طويل ظل فيه "الجنيه المصرى" هو رمز الاقتصاد المصرى وعنوان لقمة العيش طوال 114 هى سنوات عمره التى احتفل بذكراها أمس الفنان التشكيلى "أحمد بيرو" فى معرض "حكاية جنيه مصرى" الذى خلد به تاريخ العملة المصرية الأشهر فى حفل "وداع" ربما هو الأخير كما تشير الحالة الاقتصادية الصعبة التى يمر بها بعد تاريخه الطويل.

نماذج من صور الجنيه المصرى على مدار 114 عاماً، كانت هى لوحات "بيرو" فى معرضه بجمعية "عملاتى" بشارع "نجيب الريحانى" بالعتبة، بداية من صورة الجملين التى تصدرت الإصدار الأول للجنيه المصرى عام 1899، مروراً برحلة طويلة من الرموز التى خلدها الجنيه على مدار 114 عاماً من صور أثرية ووجوه لملوك حكموا مصر، وغيرها من صور "الجنيه المصرى" التى رسمها بيرو بعناية على لوحات خشبية مختلفة الأحجام، وعلق بجانبها الجنيه المصرى الحالى الذى اختفى تقريباً والتصقت به عبارة "هتوحشنا" كدعابة تلاحق الجنيه الورقى الذى أصبح صرفه مستحيلاً.

المعرض تضمن محاضرة عن تاريخ الجنيه المصرى للمهندس "مجدى حنفى" صاحب موسوعة العملات المصرية، تحدث خلالها عن تاريخ الجنيه المصرى وتغير أشكاله، وتقليص حجمه شيئاً فشيئاً نتيجة للحالة الاقتصادية، كما تضمنت المحاضرة شرح لعلاقة شكل العملة بالحالة الاقتصادية، وما يواجهه الجنيه المصيرى من خطر الاختفاء بلا رجعة.

"الفكرة ليست مجرد معرض" يتحدث بيرو من داخل معرضه عن هدفه من الاحتفال بعيد ميلاد الجنيه المصرى فى ظل ما يواجهه من تعثرات اقتصادية خطيرة وضعته فى وضع حرج ربما يمر به للمرة الأولى من تاريخه.

"الحالة الاقتصادية وانهيار قيمة الجنيه المصرى، هو السبب الرئيسى الذى دفعنى لتنفيذ معرض حكاية جنيه" يقول "بيرو لليوم السابع،" المعرض له أكثر من بعد، أولها بعد اقتصادى، ومحاولة لإنعاشه وتخليد تاريخه الطويل، والحديث عن تفاصيل رحلة حياته والتحولات الاقتصادية التى مر بها، ولفت النظر للأزمة الحقيقية التى يواجهها الجنيه المصرى الذى تتوقع المؤشرات الاقتصادية إلى تحوله إلى لوحة فى أحد المتاحف العالمية قريباً بدلاً من تداوله كعملة لها قيمتها فى السوق".

أما عن البعد الثانى فيقول بيرو " البعد الثانى لفكرة المعرض هو بعد سياحى وتاريخى، بهدف سرد تفاصيل وحكايات مر بها الجنيه المصير تعبر كل منها عن حقبة تاريخية عاشتها مصر، كان فيها الجنيه المصرى المتحدث الرسمى باسمها، ومعبراً عن قوتها أو ضعفها، إلى جانب ما حمله من رموز خالدة وأثار مصرية ناطقة بتاريخ مصر.

المعرض الذى رفضت دعمه وزارة الشباب والرياضة فى اللحظة الأخيرة بحجة عدم أهميته، هو الذى حكى به بيرو تفاصيل حياة عملة معرضة للانهيار فى جمعية "عملاتى" المهتمة بهواية جمع العملات على مستوى العالم، وهى اللفتة التى أضافها "فنان تشكيلى" مصرى عن رمز من رموز الحضارة المصرية فى عيد ميلاده مهدياً له عدد من أعماله الفنية التى اختتمها بعبارة "كل سنة وأنت طيب ويارب ترجعلنا بالسلامة".