يواصل المندوبون الدائمون والسفراء المعتمدون لدي جامعة الدول العربية اجتماعاتهم في مدينة سرت علي ساحل المتوسط, لمناقشة جدول أعمال القمة العربية الثانية والعشرين ومشاريع القرارات التي سترفع لمجلس وزراء الخارجية العرب, الذي يعقد بعد غد.
وتوقعت مصادر مطلعة غياب عدد من الزعماء العرب عن قمة سرت, فبالإضافة للرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان, توقعت المصادر غياب السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان والعاهلين السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز والمغربي الملك محمد السادس. وبرغم إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عزمه حضور القمة, فإن المراقبين يتوقعون وصوله في اللحظات الأخيرة, تحسبا لأي مفاجآت قد تطرأ اذا دعا رئيس القمة الزعيم الليبي معمر القذافي حركة حماس للحضور.
ويبدأ الرؤساء العرب في التوافد علي مدينة سرت مساء الخميس وصباح الجمعة, ووفقا لمصادر مطلعة فإن أول الرؤساء الذين سيصلون الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس جمهورية جيبوتي, وقد تم اتخاذ إجراءات أمنية مشددة في مدينة سرت حيث اصطف الآلاف من الجنود طوال المسافة من مطار سرت الي قاعة المؤتمر, وكذلك في الشوارع الرئيسية ومنطقة الفيلات الرئاسية.
وكان السفراء والمندوبون الدائمون بالجامعة العربية قد بدأوا أعمالهم أمس لبحث جميع التقارير والبنود المعروضة علي جدول الأعمال, ومنها تقرير حول خطة متكاملة للتحرك العربي لإنقاذ القدس من محاولات التهويد لاتخاذ موقف عربي موحد للتصدي للمخططات الإسرائيلية, ومبادرة السلام العربية وتطورات القضية الفلسطينية ودعم موازنة السلطة الوطنية ودعم صمود الشعب الفلسطيني والجولان العربي السوري المحتل والتضامن مع لبنان ودعمه.
وتناقش القمة موضوع تنمية الاستخدامات السلمية للطاقة النووية في الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية, وتنمية استخدامات الطاقة المتجددة والبديلة وبلورة موقف عربي موحد لاتخاذ إجراءات عملية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية.
وتناقش القمة بندا خاصا بالإرهاب الدولي وسبل مكافحته تقدمت به دولة الإمارات العربية المتحدة, كما تناقش قضية جزر الإمارات الثلاث طنب الكبري وطنب الصغري وأبوموسي التي تحتلها إيران وتقريرا آخر حول تطورات الوضع في العراق, ومعالجة الأضرار والإجراءات المترتبة علي النزاع حول قضية لوكيربي, بالإضافة الي بند حول الحصار المفروض علي سوريا والسودان من قبل الولايات المتحدة بخصوص شراء أو استئجار الطائرات وقطع الغيار ونتائج هذا الحصار التي تهدد سلامة وأمن الطيران المدني, وينتظر أن تجدد القمة الرفض العربي لقرار المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس السوداني عمر البشير, كما تبحث القمة اقتراح عقد قمة عربية ثقافية.
وأكد أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية, أن قمة سرت العربية سوف تعقد في مناخ تتوافر فيه مختلف شروط النجاح وسوف يهيمن ملف القدس علي أعمال القمة, وتقدم فلسطين خطة متكاملة تهدف الي صياغة تحرك عربي لإنقاذ القدس, كما ستناقش القمة عددا من ملفات هذه القضية أهمها مبادرة السلام العربية, وتطورات القضية الفلسطينية, ودعم موازنة السلطة الفلسطينية وصمود الشعب الفلسطيني, والجولان العربي السوري المحتل, والتضامن مع لبنان ودعمه.
من ناحية أخري, أعلنت مصادر الهيئة العامة للإعلام الخارجي, أن أكثر من ألف إعلامي عربي وأجنبي سوف يقومون بتغطية القمة وان جميع الترتيبات والإجراءات قد أتخذت لتسهيل مهمتهم, وقال سعد الشريف المسئول بالهيئة العامة للإعلام الخارجي الليبي إن الإعلاميين سيقيمون بالعاصمة الليبية طرابلس علي أن يتابعوا أشغال القمة العربية يوميا من سرت ويتم نقلهم عبر الطائرة.