تبدأ غدا بالقاهرة فعاليات المؤتمر الدولي لإعمار دارفور بمشاركة مائة دولة, بالاضافة إلي العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والحكومية ومنظمات المجتمع المدني وبنك التنمية الإسلامية والعديد من الدول المانحة, والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وصرح السفير محمد قاسم مساعد وزير الخارجية للشئون العربية والمنسق العام للمؤتمر بأن الدعوات وجهت من قبل مصر وتركيا والسودان ومنظمة المؤتمر الإسلامي, مؤكدا مشاركة واسعة من المنظمات والدول الإسلامية والدول التي يمكن أن تسهم في مجال التنمية بدارفور.
وقال إن المؤتمر سوف يركز علي عدة مشروعات تتضمن أحد عشر مجالا أولها مجال المياه والتي تنقسم إلي أربعة أنواع تشمل تشييد محطات مياه, وصيانة مصادر المياه, وشبكات المياه للمدن بالريف, والخدمات الصحية وتشمل إعادة تأهيل وتشييد المناطق الصحية والتأهيل النفسي والمعالجة للمواطنين الذين يعانون من الصدمة النفسية, وتم إعداد برامج معينة حول التعليم وتحسين البيئة المدرسية ونوعية التعليم, ثم يأتي بعد ذلك المأوي وبناء قري نموذجية وتتكلف هذه القري النموذجية حوالي660 مليون دولار من اجمالي المبلغ المستهدف وهو مليارا دولار لكل هذه المشروعات بما يعني أن تكاليف بناء هذه القري وحدها تبلغ تقريبا الثلث من هذه الأموال, وهذه القري تكون فيها كل الخدمات من مدارس ومسجد ومستشفي ونقطة شرطة لحفظ النظام بحيث تجذب الأهالي للعودة إلي مساكنهم التي نزحوا منها ويتركون المخيمات والمعسكرات ليعيشوا في هذه القري. ومن ناحية أخري, أجمعت قيادات دارفور المشاركة في المؤتمر علي أهمية الموضوعات التي سوف تناقش خلاله, وطالبوا بضرورة التزام المانحين وتنفيذ تعهداتهم.
وفي تصريحات خاصة لـ الأهرام دعت هذه القيادات الي اعطاء مساحة كبيرة لمنظمات المجتمع المدني في دارفور للمشاركة في تنفيذ مشروعات التنمية بالإقليم.
وصرح السيد عبد الملك النعيم, المستشار الاعلامي بسفارة السودان بالقاهرة بأن المؤتمر يهدف لجمع ملياري دولار للبنية التحتية والصحة والماء لإقامة مصنعين للأسمنت وشق520 كيلو مترا من الطرق وبناء120 قرية للنازحين بمشاركة كل الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي وغير الأعضاء وعدد من صناديق التمويل العربية والغربية.
وعبر عن ثقته في أن المؤتمر سيقدم رسالة مصرية واضحة لأهمية إقليم دارفور. وتقول أحلام مهدي صالح, الأمين العام لمنظمة أحلام لتمكين المرأة ورعاية الطفل والناشطة في ولايات دارفور الثلاث إننا نري أن المؤتمر لم يعط مساحة لمنظمات المجتمع المدني, وقد لاحظت أنهم أخذوا أهل دارفور علي غفلة ونحن الذين نعمل علي أرض الواقع.
وعبر الدكتور بهاء الدين جمعة هارون حسن, نائب عميد الشئون العلمية في جامعة الفاشر عن أمله في أن يسفر المؤتمر عن إنشاء صندوق خاص لإعمار دارفور يشرف عليه أبناء الإقليم وفقا لتخصصاتهم لضمان التنمية المستدامة هناك. ويشير محمود الطاهر آدم, مدير منظمة السلام والتنمية الشعبية بولاية جنوب دارفور إلي أن توقيت المؤتمر يبشر بالنجاح خاصة بعد الاتفاق الاطاري بالدوحة والتوقيع مع حركة التحرير والعدالة لوقف إطلاق النار. وأشار إلي أن إقليم دارفور دمرته الحرب وفقد الناس ممتلكاتهم وتركوا منازلهم وحرم الأطفال من التعليم.
وتمني هارون آدم أحمد مدير الوكالة الإسلامية للإغاثة بقطاع دارفور ورئيس شبكة المنظمات الوطنية بولاية غرب دارفور أن يسفر المؤتمر عن بناء قري نموذجية تليق بأن يعيش فيها الإنسان, حيث إن البنية التحتية بالإقليم كانت ضعيفة جدا في الأصل وبعد الحرب تكاد تكون معدومة. وأشارت سعاد فضل, عضو مركز إفريقيا للتنمية والسلام بالقاهرة وهي من سكان الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور إلي أن الإنسان في الإقليم يعيش تحت خط الفقر ومازال الناس يقضون يومهم في الذهاب لجلب المياه من الآبار والمياه الجوفية, فلابد من البدء بمد المياه إلي القري في الإقليم.