لليوم الثالث علي التوالي واصلت قوات وشرطة الاحتلال الإسرائيلي, حصارها المشدد للبلدة القديمة من مدينة القدس المحلة, استعدادا لافتتاح كنيس حوربا الخراب في حارة الشرف الإسلامية في مدينة القدس علي بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصي.
وبعد أن قرر إيهود باراك وزير الدفاع الإسرائيلي مواصلة فرض الطوق الأمني الشامل علي الضفة الغربية حتي يوم غد في منتصف الليل.
وقامت قوة معززة من شرطة وحرس حدود الاحتلال تتمركز علي متاريس وحواجز نصبتها علي بوابات القدس القديمة للتدقيق ببطاقات المواطنين, ومنعت المواطنين من دخول البلدة, كما منعت التجار ممن لا يسكنون في أحياء البلدة من الدخول والالتحاق بمتاجرهم, وكذلك طلبة المدارس في حركتهم من والي البلدة القديمة.
وأدي العشرات من المصلين من مدينة القدس وضواحيها والداخل صلاة الفجر في الشوارع والطرقات القريبة من بوابات القدس القديمة وسط وجود عسكري كبير.. وضمن إجراءات الاحتلال المشددة ـ التي تسبق عملية افتتاح كنيس الخراب وهو أكبر كنيس يهودي داخل البلدة القديمة ويقع علي بعد بضع عشرات الأمتار من المسجد الأقصي ـ تم اطلاق منطاد راداري استخباري في سماء القدس, فضلا عن تحليق طائرة هليكوبتر علي مدار الوقت في سماء المنطقة لمراقبة المدينة.
وعلي صعيد آخر, أكدت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية, نبأ استدعاء وزارة الخارجية الأمريكية يوم الجمعة الماضي مايكل اورن سفير إسرائيل لدي الولايات المتحدة للاعراب عن تحفظها من الاعلان الإسرائيلي عن اقامة وحدات سكنية جديدة في شمال شرقي القدس.. وقد أبلغ جيمس ستاينبرج نائب وزيرة الخارجية الأمريكية السفير الإسرائيلي, بأن إدارة الرئيس باراك أوباما تشعر بالغضب ازاء تزامن الإعلان الإسرائيلي مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لإسرائيل.
وذكرت القناة العاشرة للتليفزيون الإسرائيلي, أن بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي قرر تشكيل فريق من المديرين العامين لتقصي الحقائق حول تداعيات إعلان بلدية القدس بناء1600 وحدة سكنية شرقي القدس بالتزامن مع زيارة بايدن دون إبلاغ نيتانياهو عن الخط, وإجراء تحقيق مفصل لضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلا.. وفي مستهل جلسة مجلس الوزراء الاسبوعية صباح أمس قال نيتانياهو إن الاعلان الاسرائيلي عن اقامة وحدات سكنية جديدة شمال شرقي القدس كان حادثا مؤسفا ومؤذيا للمشاعر وقع بحسن نية وما كان له أن يحدث البتة.
وعلي صعيد متصل, اتصل رئيس الوزراء الاسرائيلي هاتفيا مع كل من مستشارة ألمانيا انجيلا ميركل ورئيس الحكومة الايطالية سيلفيو بيرلسكوني وأوضح لهما أن الاعلان عن بناء1600 وحدة استيطانية كان حادثا مؤسفا ومربكا وأنه تمت بلورة إجراءات تضمن الحيلولة دون تكرار حادث من هذا القبيل مستقبلا.
ومن ناحية أخري, أكد الدكتور نبيل شعث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح أن ملف المصالحة الوطنية لن يرحل الي القمة العربية المقررة في ليبيا أواخر هذا الشهر, وقال إن الملف لن يخرج من يد مصر.. وأرجع الدكتور شعث عدم توقيع حماس علي الورقة المصرية الي عدة أسباب أهها تخوفها من الثأر والانتقام وتخشي من الانتخابات وتريد اعمار غزة قبل اجراء أي انتخابات, بالإضافة الي عدم رغبة أعضائها من خارج الوطن علي التوقيع برغم ابداء الكثيرين داخل غزة الرغبة الشديبدة بالتوقيع.. وأوضح الدكتور شعث أنه يجب البدء بإجراءات المصالحة العشائرية ودفع الديات قبل البدء بإجراءات المصالحة الوطنية لنقلص النية في الانتقام والثأر, كما أن حماس تخشي الذهاب الي الانتخابات وعليها أن تعرف أنه لا أحد يريد اقصاءها من الساحة وحتي لو لم تفز في الانتخابات.
وميدانيا, أعلن الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي صباح أمس أن قوات الأمن الإسرائيلي اعتقلت الليلة قبل الماضية ماهر عودة أحد قادة حركة حماس البارزين في جناحها العسكري والمسئول عن تخطيط وتدبير سلسلة عمليات فدائية أسفرت عن مقتل70 إسرائيليا.