fiogf49gjkf0d

أشاد الناقد السينمائى د.وليد سيف بمسلسل "ابن موت" للنجم خالد النبوى، حيث قال إن الجمهور يخوض رحلة جديدة متكررة مع شاب من شبابنا الذى أضاعه النظام السابق وسحقه وأحبط طموحاته وأحلامه البسيطة فى التحقق والعمل الشريف، حيث يجسد النبوى شخصية "جابر الخواجة"، وهو شاب سكندرى من أصول شعبية بسيطة لكنه كان يمتلك قلباً جريئاً ونفساً أبية تدفعه للحرص على كرامته والإصرار على المطالبة بحقوقه، بل وحقوق كل من يحيط به من مظلومين.

وقال د.وليد فى مقاله المنشور بجريدة القاهرة، إنه مع مسلسل "ابن موت" نخوض رحلة جديدة متكررة مع شاب من شبابنا الذى أضاعه النظام السابق وسحقه وأحبط طموحاته وأحلامه البسيطة فى التحقق والعمل الشريف، فالبطل جابر وهو اسم له دلالاته أجبر إجباراً على السير فى طريق البلطجة والإجرام.

وأشار إلى أنه عندما يعجز الحوار والمنطق والقانون وكل الأساليب المشروعة عن الإتيان بحقه لا يجد أمامه سبيلاً سوى اللجوء للخداع والعنف والجريمة وأساليب البلطجة، وهذا بالرغم من أنه شخص متعلم وذكى ومحترم كانت آماله المتواضعة كأمثاله تتلخص فى حلم بسيط بحياة كريمة مستقرة يحققها عبر قطعة أرض صغيرة يعمل على استصلاحها كمهندس زراعى، إجبار جابر يجيد مجدى صابر رسم شخصية "جابر" بكل أبعادها وجوانبها.

وأشاد د.وليد سيف بأداء النجم خالد النبوى فى المسلسل، حيث قال: يضيف خالد النبوى بحضوره وأدائه الهادئ المتقدم فى أن يمنحها مزيداً من المصداقية، يستطيع النبوى أن يلعب على منطقة رمادية فى الأداء يتميز بها دائما وتمنحه أسلوبية خاصة وتبتعد به تماما عن الطريقة الميلودرامية التركية الغالبة والمسيطرة على أداء معظم زملائه فى العمل بل وفى باقى الأعمال التى نشاهدها على شاشة رمضان، ويحرص خالد النبوى على تجنب أكليشيهات التمثيل والطرق المبتذلة فى لفت النظر وجذب المشاهد، لكنه ينجح بقوة فى جذبه عبر اختلافه وابتعاده عن كل ما هو تقليدى ومألوف وفى التخلى عن مظاهر الوسامة والشياكة وفى حرصه على تحقيق الانضباط الانفعالى الشديد، وهو يوظف بمهارة فائقة لحظات الصمت البليغ ورد الفعل المحسوب والصوت الهامس ونفثة الدخان فى توقيتها، وهو يستطيع بخبرة ودربة عبر هذا الأداء الهادئ أن يعكس ما يعتمل فى نفس الشخصية من آلام وأحزان وبراكين من الغضب والعنف المكبوت، لكن هذا العنف قد يجد له متنفسا فى مشاهد الحركة التى يرسمها بتمكن سمير سيف بخبرته الطويلة فى هذا المجال، والعنف هنا فى الغالب مبرر دراميا ولا تبدو به أى شبهة افتعال فهو نابع من قلب الشخصية وروحها ومن طبيعة الموضوع والظرف ومن التسلسل المنطقى للأحداث الذى من الواضح أنه يتحقق عبر نص سلس ومونتاج محكم.

كما أشاد الناقد السينمائى بالنكهة السينمائية التى يضفيها سمير سيف فى العمل وقال إنها تمنح العمل أسلوبية بصرية خاصة، ومع لقطاته وزواياه وانتقالاته المختارة بعناية نعود الى جماليات اللقطة السينمائية على الطريقة الكلاسيكية وبالأسلوب المنهجى الأكاديمى فى الانتقال من الثابت إلى المتحرك والعكس وفى التواصل البصرى الناعم من اللقطات الأفقية إلى الرأسية ومن الكادر الواسع إلى الضيق ومن اللقطات الطويلة إلى القصيرة ومن الحركة الهادئة إلى المنقضة ومن الكاميرا الثابتة إلى الشاريوه واسع الأفق وعميق المجال.

وقال أيضا إن المسلسل يأتى فى زمن ما بعد الثورة الذى منح الكاتب مزيدا من الحرية والجرأة فى معالجة الواقع وبعيدا عن الموائمات ومحاولات تجنب المشكلات الرقابية بإظهار الراغبين فى الهجرة وكأنهم مجرد شباب متعجلين للصعود وطماعين للمال أو بتهميش الظرف السياسى والاقتصادى الصعب الذى يدفعهم لخوض المخاطر والأهوال لمجرد الخروج من أرض الوطن، وكأنه هروب من جحيم صنعه مبارك وأسرته وزبانيته وحاشيته الفاسدة.

ويظل مسلسل "ابن موت" ورغما عن أى تحفظات من أفضل ما قدمته الدراما على شاشة رمضان ومن أكثرها صدقا وواقعية حتى ولو طغت عليه أحيانا طبائع الشكلانية والرغبة فى الإثارة والجذب بعيدا عن الموضوع والمضمون القوى الذى يحمله. وكلها فى الغالب أمور نابعة من التأثر بالدراما التركية وعن رغبة جارفة فى الاقتراب من نموذجها بكل ما حققه من نجاح ومن قدرة على التأثير على المشاهد المصرى والعربى بل وصناع الفن أيضاً.