سادت الأراضي المحتلة أمس حالة من التوتر الشديد, حيث شهدت باحات الأقصي معارك بين المعتكفين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية, وسط أنباء عن سماح قوات الاحتلال لأربعة من المتطرفين بدخول باحة المسجد تحت حماية الشرطة, يأتي ذلك في وقت طلبت فيه السلطة الفلسطينية تدخلا أمريكيا لوقف الاعتداءات الإسرائيلية في المسجد الأقصي وعموم الأراضي الفلسطينية.
وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات, انه أجري اتصالا مع الإدارة الأمريكية وطلب تدخلا أمريكيا عاجلا من أجل الزام إسرائيل وقف اعتداءاتها في المسجد الأقصي وضد المقدسات الإسلامية في الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم والتوسع الاستيطاني في القدس وعموم الأراضي الفلسطينية.
وأضاف أن الإدارة الأمريكية أكدت أن هذه السياسات الإسرائيلية العبثية هدفها تدمير الجهود الدولية, خاصة جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف عملية سلام جادة وحقيقية.
وقد أصيب13 آخرون بالاختناق عندما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز علي المواطنين الذين حاولوا الوصول الي المسجد الأقصي المبارك, عبر باب المجلس, أحد البوابات الرئيسية للمسجد الأقصي من بينهم سيدة.
وقد اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية باحات المسجد الأقصي وطوقت مبناه, حيث يعتكف العشرات من المصلين منذ الليلة قبل الماضية, مما أسفر عن إصابة5 أشخاص بالرصاص المطاطي خلال مواجهات بين الجانبين عند باب الأسباط.
وقد نظم المئات من المقدسيين مسيرة حاشدة انطلقت من قلب البلدة القديمة في القدس المحتلة, باتجاه حائط البراق في الجهة الغربية من المسجد الأقصي, وذلك تلبية لنداءات الاستغاثة التي بثت عبر مكبرات الصوت ومآذن الجوامع للتوجه للأقصي والتصدي لمحاولات الاقتحام المعلنة من قبل الجماعات اليهودية.
وأكدت مؤسسة الأقصي للوقف والتراث, أن قوات الاحتلال أغلقت أبواب الجامع القبلي المسقوف في الأقصي علي مئات المصلين والمعتصمين والمعتكفين داخله, ثم قامت بإغلاق جميع أبوابه ومنعت الجميع من دخوله.
وأضافت المؤسسة أن المئات من أهل القدس وفلسطينيي الداخل( عرب إسرائيل) اعتصموا عند الأبواب المؤدية للمسجد وبصفة خاصة في منطقة طلعة باب الأسباط, فقامت قوات الشرطة والخيالة بالاعتداء علي المعتصمين وعرف منهم المحامي زاهي نجيدات المتحدث باسم الحركة الإسلامية.
ودعا الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين, أبناء الشعب الفلسطيني في جميع مواقعه وبالتحديد في مدينة القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة عام1948( عرب إسرائيل) التصدي للجماعات اليهودية.
وكانت جماعات يهودية متطرفة دعت أنصارها للتجمع أمس في باحة البراق للانطلاق بمسيرات خاصة تطوف شوارع البلدة القديمة, خاصة محيط بوابات المسجد الأقصي المبارك, فضلا عن إعلان هذه الجماعات عزمها اقتحام المسجد الأقصي بهدف اقامة الشعائر الخاصة بعيد المساخر.
من جهتها, دعت القيادات الدينية والوطنية في مدينة القدس المحتلة والداخل الفلسطيني, المواطنين الي شد الرحال والوجود المكثف في ساحات وباحات المسجد للتصدي للمتطرفين اليهود ومنعهم من اقتحام الأقصي وأداء طقوس تلمودية في باحاته.
وكانت سلطات الاحتلال أعلنت عن إغلاق مدينة القدس ابتداء من منتصف ليل الجمعة الماضية, وحتي الأول من الشهر المقبل بمناسبة عيد المساخر اليهودي, ونشرت أعدادا كبيرة من عناصر شرطتها وحرس حدودها في مختلف شوارع وطرقات القدس.
وعلي صعيد متصل, كشف مصدر فلسطيني عن وثائق مشروع تنوي بلدية الاحتلال بالقدس تنفيذه في شوارع وممرات البلدة القديمة بدعوي الحفاظ علي طابعها ولكنه في حقيقة الأمر سيؤدي الي تغيير البلدة القديمة بصورة كاملة, فلا تعود البلدة قديمة بل تصبح بلدة إسرائيلية جديدة.
وقال المحامي الفلسطيني قيس يوسف ناصر, إنه وفقا لهذا المشروع, فإن البلدية تنوي تنفيذ أعمال إنشاء ليس فقط في طريق باب العامود فحسب, بل ستطال أغلب شوارع وممرات البلدة القديمة والتي يبلغ عددها361 طريقا