fiogf49gjkf0d

خمسة أشهر مرت على مذبحة بورسعيد.. اتحاد الكرة أصدر بيانه بعودة نشاط الكرة رغم رفض وزارة الداخلية.. اللاعبين الذين صرحوا كثيرا باعتزالهم اللعبة عادوا للتدريب واللعب مرة أخرى.. فالحى أبقى من الميت والحياة يجب أن تسير، ولكن بالنسبة لخلف شوقى المواطن المصرى العادى الذى لا يملك سوى قهوته الشهيرة فى منطقة البورصة بوسط المدينة الأمر كان مختلف.

"الإضراب عن الكرة" كان قرار خلف صاحب قهوة "شانتى" بشكل مباشر عقب مذبحة بورسعيد، والذى لم يتأثر على مدار خمسة أشهر بينما تغير الجميع حوله وعاد الجميع مرة أخرى لمشاهدة الكرة، والذى ظهر واضحا مع بداية بطولة اليورو التى شاهدها الملايين وازدحمت جميع المقاهى لمشاهدة اليورو، ومع ذلك ظل خلف متمسكا بقراره وهو الحداد والابتعاد عن كرة القدم.

الخوف لم يكن هو محرك خلف للابتعاد عن الكرة ففى منطقة البورصة لا توجد فواصل بين المقاهى والمباراة المذاعة بجانبه تعتبر مذاعة فى نفس مقهاه، وفى حالة حدوث مشكلة واحدة تعم النتيجة على الكل فلا وجود للحوائط أو المقاهى المغلقة، فالجميع بالشارع والقهوة بجانب الأخرى والشباب يفترشون المكان، ولكن الرجل اختار أن يأخذ القرار المقتنع به حتى لو عارضة الجميع وحتى لو تخلى عن المئات من الطوابير التى كانت تقف أمامه مع كل مباراة دون أن يضيف أى من الحماية لمكانة ويقول: "أنا أول من أقمت شاشات العرض فى منطقة البورصة ولدى أفضل تجهيزات لعرض المباريات، ولكن على الرغم من ذلك ستظل هذه الأدوات حبيسة المخازن ولن تخرج مرة أخرى إلا بعد عودة الأمان".

القهوة ما قفلتش بالعكس خلصنا من المشاكل والناس بقت تيجى أكثر.. تحدث خلف الذى جلس فى قهوته غير مباليا بأعداد زبائنه بقدر رضاه عن سلامة قراره الذى تحدى من خلاله الظروف والقواعد التى ترى القهوة فى مصر "شيشة، وطاولة، وكرة"، حيث نظر هو لمصلحة أخرى وهى سلامة زبائنه وتقديم رسالة أمام للمسئولين من صاحب قهوة بسيط وهى "الدنيا مش هتقف ومش هنموت لو بطلنا كرة لحد ما نظبط بلدنا".

خلف لم يكن يشعر أنه قام ببطوله أو تحدى كبير فالأمر من وجهه نظرة كان الاقتناع بفكرة وتنفيذها، فبالنسبة له كان من المستحيل أن نعود للكرة ونسمح بالمزيد من الكوارث ولكن ما يقف أمامه الآن هو لماذا لا تتبنى الدولة هذا الفكر وأيضا القائمين على الرياضة والمشجعين.. ماذا سيحدث لو توقفت الكرة، فالأندية لن تغلق، واللاعبين لن يفلسوا فهم الآن من أصحاب الملايين، ونحن مازلنا نعمل كما ترى ولم نغلق.

ويشرح خلف أننا لو أردنا تدعيم الرياضة فمن المفترض أن تفتح الأندية أبوابها للجميع ليمارس لا أن يصبح سعر الاشتراك فى أى نادى مئات الآلاف، ثم نتغنى ببطولات لا نستطيع حمايتها، وتابع: "خلو الناس تلعب رياضة وتعيش ولما الأمن يرجع نبقى نرجع للأهلى والزمالك".

صاحب قهوة شانتى لم يكن يوما من عشاق كرة القدم الكبار ولكنه على الرغم من ذلك اتخذ قرارا بالحداد على ضحايا مذبحة بورسعيد الذين راحوا ضحية تشجيعهم وبدون أى ذنب، فمشاهدة المذبحة كانت كافية له لإعلان الموقف الأكثر ثباتا حتى الآن فى هذه القضية، ويقول: "ما حدث فى مذبحة بورسعيد لم يحدث فى أى مكان فى العالم عبر مدار تاريخ كرة القدم فكيف تعود الأمور لطبيعتها ونحن فى وضع غير طبيعى؟".