أصدر يزيد زرهوني وزير الداخلية والجماعات المحلية الجزائرية قرارا بتعيين عميد شرطة أول عفاني عبد العزيز مدير الشرطة القضائية مديرا عاما للأمن الوطني بالنيابة‏.

وذلك بدلا من العقيد علي تونسي‏76‏ عاما المدير العام للأمن الوطني‏.  الذي لقي مصرعه ظهر أمس الأول إثر إطلاق العقيد والطاش شعيب مسئول الوحدة الجوية التابعة للأمن النار عليه داخل مكتبه‏.‏

ذكرت مصادر مسئولة إن علاقة الجاني بالضحية‏,‏ كانت وطيدة جدا‏,‏ بل يقال إنهما‏''‏ كان صديقان حميمين‏''‏ كما أن علي تونسي هو من اقترح اسم العقيد ولطاش لتولي مهام علي رأس الوحدة الجوية للشرطة‏.‏

وعندما وقع الحادث كان العقيد علي تونسي يعقد اجتماعا ضم مديرين مركزيين للأمن الوطني‏,‏ بالإضافة إلي العقيد اولطاش‏,‏ حيث أبلغ الأخير بقرار تنحيته من منصبه كمسئول الوحدة الجوية للأمن الوطني‏,‏ بسبب موضوع يتصل بصفقات أجرتها الوحدة الجوية ثم تتطورت الأمور بين القتيل والجاني‏,‏ مما أدت إلي قيام الطاش بسحب سلاحه وتوجيه طلقات رصاص للمسئول الأول عن الأمن الجزائري‏,‏ قبل أن يحاول أن ينتحر مما أدي إلي إصابته بجروح خطيرة أمام مرأي المديرين المركزيين‏.‏

وعقب ذلك بدأت الفرق الأمنية المختصة في البحث عن ملابسات الحادث والاستماع إلي شهادات القيادات‏,‏ التي حضرت الاجتماع وطبيعة المشادات الكلامية التي جمعت بين الفقيد والجاني‏.‏

يذكر أن علي تونسي كان قد تعرض لمحاولة اغتيال منذ ثلاث سنوات‏,‏ كما يعرف عنه صرامته الشديدة‏,‏ وقد أعاد الهيبة لجهاز الأمن الوطني الجزائري‏,‏ التي تضررت بشدة بسبب حوادث الإرهاب ـ كما كان ضمن جهاز‏'‏ الأخبار و الاستعلام‏'‏ التابع للحكومة المؤقتة إبان الثورة التحريرية‏,‏ كما التحق بعد الاستقلال بجهاز المخابرات وكان من المقربين من الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين و رجل المخابرات‏'‏ قاصدي مرباح‏'‏ كما تولي علي تونسي مهام عدة داخل و خارج الوطني أداها بنجاح إلي أن أحيل إلي التقاعد نهاية الثمانينات برتبة عقيد‏.‏

وبعد سنوات الأزمة الأمنية في بداية التسعينات و الضربات التي تلقها جهاز الشرطة من طرف الإرهاب أعاد الرئيس السابق اليمين زروال علي تونسي ليضعه علي رأس المديرية العامة للأمن الوطني سنة‏1995‏ في مهام تتقدمها مكافحة الإرهاب و إعادة تنظيم و عصرنة جهاز الشرطة ليصبح بعد سنوات مؤسسة‏'‏ البذلة الزرقاء‏'‏ من أقوي الأجهزة الأمنية كما قام خلال السنوات الأخيرة بقيادة حملة مكافحة الفساد داخل جهاز الشرطة بمعية الأجهزة الأمنية الأخري‏.‏