فرضت سلطات الاحتلال الإسرائيلي اغلاقا شاملا علي الضفة الغربية والقدس منذ منتصف الليلة قبل الماضية وحتي منتصف ليلة الأول من شهر مارس المقبل وحظرت هذه السلطات علي الفلسطينيين من غير حملة الهوية الزرقاء دخول المدينة المقدسة.
وذلك باستثناء حملة تصاريح العمل, وفرضت المزيد من القيود علي دخول المواطنين المقدسيين وداخل أراضي عام1948 إلي القدس القديمة والمسجد الأقصي المبارك لأداء صلاة الجمعة تحسبا من قيام المصلين بمسيرات حاشدة ضد قرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بضم الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل ومسجد بلال بن رباح ببيت لحم إلي المواقع الأثرية اليهودية. ونشرت القوات الإسرائيلية تعزيزاتها علي الحواجز والمعابر العسكرية الثابتة الموجودة علي المداخل الرئيسية لمدينة القدس ونصب المتاريس والحواجز العسكرية في معظم الشوارع والطرقات المؤدية إلي وسط المدينة والمسجد الاقصي المبارك.
في حين استمر الرفض الفلسطيني والمواجهات مع قوات الاحتلال في مدينة الخليل ومحيط الحرم الإبراهيمي. حتي حال سوء أحوال الطقس والامطار بالخليل من استمرار وجود الغاضبين بالشارع.
وعقب أدائه صلاة الجمعة في مسجد بمدينة الخليل قال الدكتور سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني ـ ردا علي تصريحات بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي بضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم إلي لائحة الآثار اليهودية: ان الفلسطينيين فهموا القرار الإسرائيلي فهما صحيحا بأبعاده السياسية والتي تهدف إلي اعتبار الأماكن والمقدسات الإسلامية أماكن يهودية, والأمر الذي رفضه الشعب الفلسطيني وقياداته. وأضاف فياض أن فجر الحرية سيبزغ في فلسطين من أزقة البلدة القديمة في القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين. مؤكدا أن الشعب الفلسطيني موحد في قراره رفض ضم الحرم الإبراهيمي ومسجد بلال بن رباح للمواقع الأثرية اليهودية.
وشدد رئيس الوزراء الفلسطيني علي ان الشعب الفلسطيني مصمم علي نيل حقوقه كاملة والبقاء علي أرضه وايجاد واقع ايجابي عليها لإنهاء الاحتلال.
ويذكر أن فياض قد توجه ـ لأداء صلاة الجمعة ومعه عدد من اعضاء حكومة رام الله وسط ابناء الخليل وحراسات إسرائيلية مكثفة.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد صرح ـ في وقت سابق ـ بأن الرد الفلسطيني علي قرار ضم الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم يعود إلي سوء فهم فلسطيني لمضمون القرار.
واضاف رئيس الوزراء الإسرائيلي أن أي تغيير لن يطرأ علي الوضع القائم في مغارة المكفلا بالحرم الإبراهيمي الشريف وفي مسجد بلال بن رباح قبر راحيل ببيت لحم وأن قرار الحكومة الإسرائيلية بضم هذين الموقعين إلي قائمة المواقع التراثية ليس ذا طابع سياسي مع أن هناك جهات في الخارج أعتقدت خطأ أنه قرار سياسي.
وفي هذه الأثناء, فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي اجراءات خاصة بالقدس, حيث أقامت طوقا عسكريا محكما علي المدينة المحتلة منذ منتصف ليلة الخميس, وقالت إنه سيستمر حتي أول مارس, وذلك بمناسبة ما يسمي بعيد المساخر اليهودي.
وفي القدس المحتلة, اتهمت ثلاث من الصحف الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي باللعب بالنار بسبب قراره المثير للجدل بإدراج موقعين مقدسيين إلي لائحة الآثار اليهودية, واتهمته تلك الصحف بالخضوع مرة جديدة لضغوط اليمين المتطرف ومجموعات الضغط التي يشكلها المستوطنون, ونشرت صحيفة هآارتس وصحيفة يديعوت احرونوت رسما كاريكاتوريا ظهر صورته علي علبة كبريت.
ووصفت هآارتس نيتانياهو بالمهووس في اشعال الحرائق والذي قد يثير مشكلات جديدة بعد أن تسبب في عام1996 بأعمال عنف دموية عندما افتتح نفق الحرم القدسي تحت المدينة المقدسة في القدس.
وقالت الصحيفة نفسها إن نيتانياهو أثبت مرة جديدة انه غير قادر علي الصمود بوجه الضغوط, مشيرة إلي أن مشروع الحكومة الاصلي الاساسي لم يدرج هذين الموقعين إلي لائحة المواقع الأثرية.
وعلي صعيد آخر, صادقت بلدية الاحتلال في القدس علي بناء600 وحدة استيطانية جديدة في مستعمرة بسجات زئيف, المقامة علي أراضي بلدة بيت حنينا, وقرية حزما شمال القدس المحتلة.
وفي بيان ـ أصدرته مؤسسة الاقصي نقلا عن راديو جيش الاحتلال ـ ان المخطط الأول للمشروع الاستعماري تضمن بناء1100 وحدة سكنية لكن العقبات القانونية التي وضعها المالكون الفلسطينيون لمساحة أرض تبلغ30 دونما أجبرت بلدية الاحتلال علي تقليص حجم مشروعها التوسعي علي الأرض الفلسطينية المصادرة منذ زمن بعيد.
وأن هذا القرار يأتي بعد أسبوع من قيام اللجنة نفسها بالمصادقة علي إنشاء مستعمرة مكونة من549 وحدة سكنية علي153 دونما من أراضي قرية بيت صفافا ويأتي بعد نحو ثلاثة أشهر من قرار اقامة900 وحدة استيطانية لتوسيع مستعمرة جيلو, وبعد ثلاثة اسابيع من استئناف بناء جدار الضم والتوسع بمسافة تبلغ4 كيلو مترات في تلك المنطقة.