حذر الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد اليوم إسرائيل من مغبة تكرار ما وصفها أخطاء الماضي، وتوعدها أثناء زيارته للعاصمة السورية دمشق بـ"الموت المحتوم" على يد شعوب المنطقة، من جانبه دافع الرئيس السوري بشار الأسد عن حق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية، واعتبر أن دعم المقاومة واجب أخلاقي ووطني وشرعي. وقد وقعت طهران ودمشق عددا من الاتفاقيات بينها إلغاء التأشيرات.
وقال أحمدي نجاد "إذا أراد الكيان الصهيوني أن يكرر أخطاء الماضي مرة أخرى فهذا يعني موته المحتوم فكل شعوب المنطقة وجميع الشعوب سيقفون في وجه هؤلاء ويقتلعون جذورهم".
وكان نجاد قد وصف هدف زيارته لدمشق بأنه للتنسيق بين بلاده وسوريا لاتخاذ القرارات المناسبة للرد على التحركات الإسرائيلية المتحملة ضد بعض الدول المجاورة لفلسطين المحتلة على حد تعبيره.
وفي مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره السوري قال نجاد إن المنطقة مقبلة على تطورات وصفها بأنها عظيمة، وتوقع أن تدشن الأمة العربية عهدا جديدا في الشرق الأوسط من دون من سماهم الصهاينة والمستعمرين.
دفاع الأسد
من جانبه دافع الرئيس السوري عن حق إيران في امتلاك الطاقة النووية السلمية، واعتبر أن دعم المقاومة واجب أخلاقي ووطني، وواجب شرعي كذلك.
وعن تهديدات إسرائيل الأخيرة لسوريا قال الأسد إن تلك التهديدات لا تعني قيام إسرائيل بعدوان ولا بعكس ذلك، وأوضح أنها تحمل رسالة لدفع سوريا إلى إخضاع المقاومة، وأخرى إلى الداخل الإسرائيلي لرفع معنوياته.
وقال إن رد فعل سوريا لن يكون مرتبطا بتلك التهديدات، وإن "علينا أن نكون مستعدين لعدوان إسرائيلي".
وسخر من الدعوة التي وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس إلى ضرورة ابتعاد سوريا عن إيران. فقال إن الرد قد يكون في توقيع دمشق وطهران اليوم على اتفاقية لإلغاء التأشيرات بين البلدين.
تعزيز العلاقات
وأشار الرئيس السوري إلى أن الاتفاقية التي ستوقعها الدولتان ستدفع إلى تعزيز العلاقات بينهما في كل المجالات وجميع القطاعات، مضيفا "تعلمنا أنه ليس أمامنا خيار سوى أن نكون مع بعضنا".
وأوضح أن توسيع العلاقات بين البلدين سيمكنهما من الوصول إلى استقلال القرار، وهو ما "يحولنا من مستوردين للمستقبل إلى صناع للمستقبل".
وقال إنه تحدث مع نجاد عن العراق والانتخابات هناك وتأثيرها على مستقبل المنطقة ورحيل القوات الأجنبية، كما تحدثا عن جرائم إسرائيل في المنطقة، وعن المقاومة وكيفية دعمها.
وفي رد نجاد على كلمة الأسد قال إن زيارته تهدف إلى بحث ثلاث نقاط، هي العلاقات الثنائية التي وصفها بأنها عميقة، ودائرة التعاون التي قال إنهم عازمون على توسيعها، والظروف الإقليمية والدولية التي قال إنها وصلت في الماضي إلى طريق مسدود.
وكانت وكالة الأنباء السورية قد أفادت أن محادثات نجاد والأسد ستركز على العلاقات الثنائية إضافة إلى المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وقد أعرب وزير الخارجية السوري وليد المعلم في وقت سابق عن سعي بلاده لإيجاد حوار بناء بين إيران والغرب يؤدي إلى حل سلمي لهذا الملف.