عقد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز, قمة ثنائية بعد ظهر أمس مع الرئيس اليمني علي عبدالله صالح, استعرضا خلالها العلاقات الثنائية المشتركة وآخر المستجدات بصعدة ونشر القوات اليمنية علي الحدود مع السعودية.
وتناولت القمة ـ التي عقدت بالقصر الملكي بروضة خريم بالرياض ـ مناقشة أجندة التنسيق السعودي ـ اليمني لمنع دخول المتسللين من الحوثيين الي الأراضي السعودية مرة أخري وتدعيم الاستقرار علي الحدود, خاصة بعد الهدنة بين الحكومة اليمنية والمتمردين الحوثيين, بالإضافة الي بحث الملف الخاص بالأسري السعوديين لدي القوات الحوثية والذين كانت القوات المتسللة قد احتجزتهم خلال عملياتهم علي الحدود السعودية منذ أكتوبر الماضي.
وتأتي هذه القمة السعودية ـ اليمنية في إطار مساع الحكومة اليمنية لتهيئة الأوضاع لإحلال الهدوء علي الحدود مع السعودية, بعد أكثر من خمسة أشهر من التوتر علي الحدود.
وكان وزير الخارجية اليمنية أبوبكر القربي, أكد قبيل بدء الزيارة أمس أن الرئيس اليمني سيبحث مع العاهل السعودي حماية الحدود بين البلدين من العناصر التي تحاول التسلل والتهريب خاصة بعد وقف الحرب في صعدة.
وأضاف القربي أن تعزيز التعاون الأمني, خاصة في مجال مكافحة التطرف والإرهاب والقرصنة, سيكون علي أجندة القمة اليمنية ـ السعودية بالإضافة الي قضية استيعاب العمالة اليمنية في السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي, والتعاون اليمني ـ السعودي والذي سيبحثه مجلس التنسيق بين البلدين بالرياض السبت المقبل.
ومن بين أهم الموضوعات التي يستعرضها المشاركون في مؤتمر الرياض, التقدم الذي تم تحقيقه من تعهدات لتنفيذ المشاريع في اليمن منذ مؤتمر المانحين, الذي عقد في لندن خلال نوفمبر2006, بالإضافة الي الصعوبات التي حالت دون تنفيذ المشروعات التي تم الالتزام بها واقتراح الحلول لها.
في هذه الأثناء عادت من جديد أجواء الحرب إلي محافظة صعدة اليمنية, بعد نحو عشرة أيام من وقف إطلاق النار بسبب تمادي العناصر المتمردة في إجهاض تنفيذ شروط الحكومة اليمنية الستة.
وأعرب مصدر مسئول في اللجنة الأمنية العليا, عن أسفه لعدم التزام الحوثي وأتباعه بتنفيذ النقاط الست وآليتها التنفيذية ووفقا للبرنامج الزمني الذي تضمنته تلك الآلية.
وقال المصدر إن العناصر الحوثية ظلت تماطل في فتح الطرقات وإزالة الألغام بشكل كامل, وأن ما قامت به تلك العناصر حتي الآن ليس سوي فتح بعض الطرقات وإزالة بعض الألغام وبصورة جزئية, مع رفضها تسليم تلك الألغام للسلطات الأمنية للقيام بتفجيرها والتخلص منها.
واتهمت الحكومة اليمنية الحوثيين بالمماطلة في تسليم المخطوفين المحتجزين لديها من السعوديين واليمنيين مدنيين وعسكريين, فضلا عن رفض تلك العناصر تسليم الأسلحة والمعدات المدنية والعسكرية السعودية واليمنية المنهوبة من قبلها, بالإضافة الي مواصلة التسويف في تنفيذ بقية النقاط الست وآليتها التنفيذية والتي سبق أن أعلن الحوثي التزامه بها.
وأفادت مصادر مقربة من لجان وقف إطلاق النار أن الحوثيين منعوا اللجان من الدخول الي مدينة حرف سفيان ومدينة صعدة القديمة, كما رفضت إخلاء المدينة من المقاتلين وكرروا طلبهم السابق بانسحاب الجيش من سفيان بعد طلب اللجنة منهم إخلاء المدينة من المقاتلين.
وفي تطور جديد, أكد المتمردون الحوثيون ان الجنديين السعوديين اللذين كان يعتقد ان المتمردين اليمنيين الشيعة يحتجزونهما قتلا في المعركة وبالتالي فان قضية الاسري السعوديين اصبحت الآن مغلقة. وصرح المتحدث باسم الحوثيين محمد عبد السلام لوكالة الأنباء الفرنسية بأن' اخر جنديين سعوديين مفقودين قتلا في المعركة.. ولم يعودا علي قيد الحياة. وابلغنا الوسطاء بمقتلهما وابلغناهم بمكان دفنهما'. واكد ان' قضية اسري الحرب السعوديين اصبحت الآن مغلقة', وذكر الجيش السعودي انه لا علم له بمصير الجنديين.