تحولت مواقع التواصل الاجتماعي منذ
مساء أمس إلى استديو تحليلي للمناظرة، التي جذبت الأنظار واستمرت إلى ما بعد منتصف
ليل أمس، بين المرشحين عمرو موسي ود.عبدالمنعم أبوالفتوح، حيث انهالت التعليقات
والتحليلات حول المناظرة.
وبقدر ما كانت فكرة أول مناظرة سياسية في العالم العربي بين المرشحين في أول
انتخابات رئاسية تعددية تشهدها مصر بعد الثورة، تشعل حماسة الكثيرين، بقدر ما كانت
الانتقادات والتحليلات التي صاحبت تلك المناظرة، حيث وجهت بعض الانتقادات للإخراج
العام للمناظرة والمحاور، وبطبيعة الحال وجهت انتقادات أخرى للمرشحين المتنافسين.
1-من الانتقادات التي وجهت للمرشحين لجوء كل منهما للمزايدة على الآخر ـ وفق
رواد مواقع التواصل الاجتماعي ـ حيث انشغل كلا المرشحين بالانتقادات الشخصية
لبعضهما، وكان من أمثلة التعليقات، التي انتقدت ذلك: «أبوالفتوح كل ما يجيب سيرة
النظام السابق بيضيف نقطة مهمة جدا وهي أن موسى كان جزءا منه، كررها 30 مرة»، «موسى
مركز إنه يعاير أبوالفتوح بإنه إخوانجي»، «واحد بيذلنا بعمله في الخارجية وواحد
بيذلنا بسجنه واعتقاله، زي ما مبارك كان بيذلنا بالطلعة الجوية، طب ما الشعب المصري
عاش 30 سنة ذل ومهانة ومش بيزايد على حد».
2-كما حظي اعتبار عمرو موسى، لإيران بأنها دولة عربية بموجة شديدة من السخرية
والانتقاد حتى من المتابعين العرب، حيث علقت آمنة الطخيم: «مادامت إيران عربية كما
ذكر المرشح عمرو موسى بثقة نرجو منه إفادتنا عن سبب رفضها تسمية الخليج العربي بهذا
الاسم».
3-على الجانب الآخر حظي أبوالفتوح، بانتقادات لردوده التي بدت للبعض غير واضحة
في أوقات كثيرة، معتبرين أنه يحاول جاهدا إمساك العصا من المنتصف، في الوقت الذي
يتطلب الأمر ردا حاسما وواضحا، حيث أرجع الكثيرون ذلك لمحاولة أبوالفتوح الشديدة
التركيز على الناخبين الإسلاميين أكثر من اهتمامه بدعاة الدولة المدنية، نظرا لأن
تلك هي الكتلة التصويتية التي يسعى لاستقطابها وضمان تأييدها.
4-أشار البعض إلى أن ردود كلا المرشحين في الرد على السؤال الخاص بالمجلس
العسكري وحوادث كشوف العذرية كانت ردودا مقتضبة وغير واضحة النوايا، ولم تخرج عن
كونها إدانات وشجبا إعلاميا دون إيضاح الخطوات المزمع اتخاذها لمحاسبة من أخطأ، لذا
خلص الكثيرون الى أن كلا المرشحين لم يستطعا استقطاب مؤيدي المرشح الآخر بل قد يخسر
كلاهما جزءا من مؤيديهما لصالح مرشحين آخرين لم تشملهم المناظرة.
5-ولعل اللافت خلال متابعة التعليقات بعد المناظرة، هو ترجيح الكثيرين لخسارة
أبوالفتوح لعدد من مؤيديه لصالح المرشح حمدين صباحي، حيث اعتبر البعض أن المناظرة
لم تضف إلى عمرو موسى أو تنتقص من مؤيديه الذين تتركز الكتلة التصويتية لهم في بعض
البسطاء الذين يفضلونه لخبرته السياسية وبعض مؤيدي النظام السابق فضلا عن المنتمين
لحزب الوفد الذي أعلن تأييده له بالقدر الذي أضرت به أبوالفتوح، معربين عن اعتقادهم
بأن المستفيد من ذلك هو حمدين صباحي.
6-وشهدت المناظرة بين المرشحين لرئاسة الجمهورية مشادة شديدة في النقطة المتعلقة
بكشف الذمة المالية، والحالة الصحية للمرشحين، وكشف أبو الفتوح بكل شفافية عما يملك
من أموال وعقارات، وعن دخله الشهري، كما أظهر بيانات صحية تثبت خلوه من أي أمراض
مزمنة، إلا بعض التوتر الطفيف في ضغط الدم والسكر.
من جانبه، اكتفى عمرو موسى بالقول أنه ميسور الحال، وإنه قدم إقرار الذمة
المالية للجنة الرئاسة، رافضا الكشف عنها في الوقت الحالي أمام الرأي العام ومتعهدا
بالكشف عنها حال انتخابه رسميا لرئاسة الجمهورية، وهو ما دفع أبو الفتوح بنقد موسى
بسبب تعنته في إخفاء تفاصيل تهم الناس الآن وليس بعد أن يصبح رئيسا للجمهورية.
7-وفي الجزء الثاني من المناظرة تساءل أبو الفتوح ما إذا كان لموسى دور في ملف
الغاز وموافقته على دخول حلف الناتو لدولة ليبيا وأنه كمواطن وبعيدا عن موقفه
السياسي يخاف أن يعطي صوته لمرشح كعمرو موسى عاش سنوات في ظل نظام مبارك لم يفعل
سوى كلام في الوقت الذي كنا نحاصر كأطباء عرب في غزة في 2008.
8-وردا على سؤال أبو الفتوح ما إذا كان يعتبر إسرائيل عدوا استراتيجيا لمصر
ورأيه في انعكاسات اتفاقيات السلام على السيادة المصرية على أرض سيناء قال عمرو
موسى المرشح الرئاسي: «هي دولة لنا معها خلافات ضخمة ومعظم شعبنا يعتبرها عدوا ولا
يثق فيها ومسؤولية الرئيس أن يدير الأمور بحكمة ولا يدفع البلاد إلى صدام».
9-واتهم موسى أبو الفتوح بالمزايدة عليه فيما يتعلق بمعارضة النظام السابق وقال
إنه قضى معظم فترات اعتقاله في مستشفى قصر العيني كنوع من أنواع «الكوسة» وأنه
كوزير خارجية حتى 2001 هو من أدار السياسة الخارجية التي وافق عليها الشعب كله وأن
المرشد العام السابق بنفسه مدحه في وقت سابق.
كما نفى موسى مشاركته في صفقة الغاز التي تمت في عام 2004 بعد رحيله من وزارة
الخارجية بسنوات، وأنه طلب منه التعاقد على تصدير الغاز ورفض واكتفى بدراسة الأمر
فحسب.
10-قال عبد المنعم أبو الفتوح، لم نقبل ولم يعرض علينا من أي جهات خارجية تمويل
لحملتنا الانتخابية، ولو عرض كنا سنرفض، ومصادر تمويل حملتي الانتخابية تعتمد على
جهد الشباب المصري، والذي يصرف من أمواله البسيطة على كل الأنشطة، والحملة الرسمية
صرفت حوالي 4 ملايين جنيه، لم نسدد سوى مليون جنيه أو مليون نصف، ونحن ملتزمون
بالقانون، وعلى «العسكري» منع المال السياسي الذي يشترى به الأصوات، من رجال
الأعمال الفاسدين وهى جريمة مكتملة الأركان ويجب أن تتصدى لها الدولة.
وقال عمرو موسى، أنفقت حتى الآن 3 ملايين جنيه ونحن نلتزم بالقانون والإعلانات
عالية الثمن بطريقة كبيرة، والعشرة ملايين المسموح بها قليل، وكان المفروض أكثر من
هذا فشركات الإعلانات تحصل على فلوس كثيرة، ونحن ملتزمون ونظل نلتزم بالقوانين
القائمة، والحملات الانتخابية غالية جدا وليس أي حد يقدر أن يتحملها.
واتفق المرشحان المتناظران عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى على أن يكون الحد
الأدنى للأجور هو 1200 جنيه، وإنهما ملتزمان بتحقيق هذا الحد الأدنى لجميع
العاملين، وهو الحد الذي قرره القضاء الإداري.
وأكد موسى أنه مع الضرائب التصاعدية، في حين قال أبوالفتوح انه يجب إعادة هيكلة
الضرائب خلال 4 سنوات.