fiogf49gjkf0d
تشهد الساحة السياسية الجزائرية حاليا حربا متصاعدة بين فتاوى علماء الدين الإسلامى الداعين للمشاركة بكثافة فى الانتخابات التشريعية المقررة يوم الخميس المقبل، والداعين لمقاطعتها.
فقد دعا الشيخ أبو بكر جابر الجزائرى المدرس بالمسجد النبوى الشريف الجزائريين للمشاركة فى الانتخابات التشريعية التى ستجرى يوم 10 مايو الحالى، والتى وصفها بالموعد الهام وتفويت الفرصة على المتربصين بالجزائر، وأن يكون ربيعهم الجزائر فقط، وأن يحذروا ممن يسعون لخلق الفتنة.
وحث الداعية والعلامة الجزائرى المقيم بالبقاع المقدسة، فى بيان له نشره الموقع الالكترونى لصحيفة "الشروق" الجزائرية مساء اليوم الخميس، الشعب الجزائرى على المساهمة فى صنع مستقبل زاهر وتفويت الفرصة على المتربصين بالجزائر.
وأوصى الداعية أبو بكر، الذى هاجر إلى السعودية قبل 56 عاما، الشعب الجزائرى الذى وصفه بالمسلم الأبى المجاهد بالالتزام بكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ودعاه للتآخى والتعاون ورص الصفوف، كما تعود على ذلك دائما، وقال فى ختام بيانه: "وصيتى إليكم وأنا بالمسجد الحرام فى المدينة المنورة، أن تتحلوا بالصبر وأن توحدوا كلمتكم حتى يقوى عضدكم".
وفى المقابل دعت الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحظورة فى الجزائر وقادة تنظيم "القاعدة" إلى مقاطعة الانتخابات القادمة.
وقال بيان صادر عن كل من الشيخين عباسى مدنى زعيم الجبهة وعلى بلحاج نائبه قالا "تتعالى هذه الأيام أصوات رموز النظام السياسى تطالب الشعب الجزائرى بضرورة المشاركة فى الانتخابات التشريعية القادمة سالكة فى سبيل ذلك أسلوب التخويف والوعيد والترهيب والتهديد تارة بفزاعة التدخل الخارجى وتارة بفزاعة العشرية السوداء"، فى إشارة إلى الحرب الأهلية التى اندلعت فى أعقاب إلغاء الانتخابات التشريعية فى عام 1992 وأودت بحياة ما يقرب من مائتى ألف شخص.
واعتبر البيان أن شرعية النظام السياسى الجزائرى ما زالت مطروحة منذ الانقلاب على الحكومة المؤقتة فى عام 1962 بقوة السلاح والانقلاب على اختيار الشعب الجزائرى الأبى فى 1992".
وندد البيان بلجوء النظام إلى أسلوب تهديد الشعب الجزائرى بخطب جلل للمشاركة فى الانتخابات سعى إلى إرغام الشعب على الانتخابات تحت التهديد والإكراه، وهذا ما ينزع عن هذا الاستحقاق سمات الحرية والشفافية والاختيار الحر".
كما انتقد الشيخان عباسى مدنى وعلى بلحاج الإصلاحات السياسية للرئيس الجزائرى عبد العزيز بوتفليقة، معتبرين أنها شكلية ارتجالية إقصائية أملاها الحراك الثورى فى البلاد العربية، فهى عملية استباقية لكسب الوقت وليست وليدة قناعة سياسية حقيقية".