ما زال أهالي مخيم شعفاط وسط مدينة القدس المحتلة يعانون -لليوم الرابع على التوالي- الأمرين جراء الاجتياح والتوغل الذي ينفذه جيش الاحتلال الإسرائيلي بالمخيم، بهدف ملاحقة "مطلوبين" حسب ادعائه.
وقال مسؤول ملف القدس في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) حاتم عبد القادر إن المخيم يتعرض لحملة إسرائيلية غير مسبوقة، اعتقل فيها أكثر من سبعين شابا وفتى، وجرح عشرات المواطنين خلال المواجهات التي ما زالت تدور بين الجنود وشبان المخيم منذ اليوم الأول للاقتحام.
ووصف عبد القادر في حديثه أن ما يجري في المخيم "عملية إرهاب" لمواطني المخيم الوحيد للاجئين بمدينة القدس، وقال إن جنود الاحتلال لم يكتفوا بإطلاق قنابل الغاز والرصاص بمختلف أنواعه على المواطنين، بل قاموا باقتحام منازلهم بطرق عنيفة، "بتحطيم الأبواب والأثاث، واعتقال الفتية والشبان من داخل المنازل".
وأشار إلى قيام جنود الاحتلال بتحطيم أجهزة حاسوب في عدد كبير من المنازل والمؤسسات الأهلية بالمخيم، واعتدائهم على عدة صحفيين بالضرب وإطلاق قنابل الغاز والصوت صوبهم.
عملية حربية
ورفض عبد القادر ادعاء سلطات الاحتلال أن لها هدفا أمنيا وراء اجتياح المخيم، يتمثل في وجود بعض المطلوبين للأجهزة الأمنية الإسرائيلية، موضحا أن اعتقال المطلوبين لا يتم بعملية عسكرية واجتياح واقتحام المنازل، وإطلاق النار وتكسير الأبواب وإطلاق أعداد كبيرة من قنابل الغاز على الأطفال والنساء وحتى الصحفيين.
وشدد عبد القادر على أن ما يقوم به جيش الاحتلال والشرطة والمستعربون (وحدات خاصة ترتدي زيا عربيا أثناء اقتحامها)، عملية حربية يقصد منها ضرب سكان المخيم وخلق بيئة مستفزة للمواطنين لإرغامهم على مغادرة المخيم.
وقال إن المخطط والهدف من الاجتياح سياسي بحت وإن "الأمن ذريعة استخدمتها إسرائيل"، وأشار إلى أن المخيم الذي يشكل خمس سكان القدس يقع بين مستوطنتين ويحتل أهمية ديموغرافية وأهمية جغرافية وإستراتيجية.
وأكد عبد القادر أنه تم تشكيل لجنة طوارئ من الفعاليات الشعبية والمؤسسات داخل المخيم لمواجهة الوضع ومتابعة أوضاع الجرحى والمعتقلين "الذين تصل نسبة الأطفال منهم إلى أكثر من 60%"، ومتابعة أوضاع المتضررين جراء الممارسات الإسرائيلية.
الصحفيون أيضا
من جانبها أكدت الصحفية ديالا جويحان مراسلة موقع قدس نت أنه تم الاعتداء عليها من قبل جنود الاحتلال وعلى خمسة صحفيين آخرين أثناء قيامهم بتغطية أحداث المخيم.
وقالت جويحان إن جنود الاحتلال تعمدوا إطلاق قنابل الصوت والغاز على الصحفيين الذين كانوا بالمخيم، وأكدت أنها أصيبت بأنحاء متفرقة من جسدها جراء إطلاق تلك القنابل.
وأشارت إلى أن جنود الاحتلال حاولوا منع الصحفيين من تغطية الأحداث وهددوا بتحطيم كاميراتهم.
وعبر أهالي المخيم عن خشيتهم من استمرار عملية جيش الاحتلال العسكرية، خاصة أن طائرات مروحية تتابع اقتحام الجيش للمخيم، كما تم إدخال جيبات عسكرية مصفحة وإمداد الجنود بالعتاد على مدار الساعة.
وكانت فصائل فلسطينية قد شجبت عمليات اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني لمخيم شعفاط، وطالبت بهبة فلسطينية لوقف "جرائم الاحتلال المتواترة" بالمدينة المقدسة.