1- الذكر: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) (طه/ 124-126).
الذكر هو نشاط دائم يقوم به المسلم طوال يومه، فالتسبيح ذكر، والاستغفار ذكر، والنصيحة ذكر، وقراءة القرآن ذكر، والتفكر في السموات والأرض ذكر، والصلاة ذكر، ومدارسة العلم ذكر.
يقول ابن القيم: "ليس المراد بالذكر ذكر اللسان، بل الذكر القلبي اللساني".
وما نريد أن نستزيد منه هنا هو ذلك الذكر القلبي اللساني، الذكر المقرون بالعمل والذي تصدقه الجوارح، الذكر الذي نشكر الله من خلاله على نعمه علينا (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ) (البقرة/ 152).
2- التسبيح:
(الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا) (الكهف/ 46).
وقد فسر بعض المفسرين الباقيات الصالحات فقال: هي: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، فنحن من خلال تسبيحنا الله وتحميدنا له سنعرفه، وإذا عرفناه أطعناه وعبدناه حق عبادته؛ لنحقق الهدف من وجودنا، لننال رضا الله، وجنته.
ولسنا نحن فقط من يسبح لله (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا) (الإسراء/ 44).
وملخص التسبيح كما عرفه د. محمد راتب النابلسي وهو يفسر سورة التغابن هو: تنزيه لله عما لا يليق به، ووصفه بكمالاته التي تليق به، ومن ثم الخضوع له.
"كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان: سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم".
3- الإحسان:
للإحسان مفهوم واسع ومجاله كبير، ويشمل الكثير من الأمور فمن قوله تعالى: (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ) (يونس/ 26).
حتى قوله (ص): "إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ كَتَبَ الإِحسَانَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ، فَإِذَا قَتَلتُم فَأَحسِنُوا القَتلَةَ، وَإِذَا ذَبَحتُم فَأَحْسِنُوا الذَّبحَ، وَليُحِدَّ أَحَدُكُم شَفرَتَهُ، وَليُرِح ذَبِيحَتَهُ".
والإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وللإحسان أشكال كثيرة: كالإحسان بالمال، وقضاء حوائج الناس، أو تعلم العلم وتعليمه، وعيادة المريض، وإرشاد الناس للصواب، والوقوف مع المحتاج والمهموم، والإحسان إلى الأبناء وحسن تربيتهم وحسن التعامل معهم، والإحسان إلى شريك الحياة الزوجية والوالدين والجيران، والإحسان إلى كل مخلوقات الله تعالى.
إحسانك أيضاً يشمل جوارحك؛ فتحسن لعينك بغض البصر، وتحسن للسانك بعدم الغيبة وبقول الكلمة الطيبة، وتحسن ليدك بتقديم الصدقات وهكذا (وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ) (القصص/ 77).
4- السجود:
(وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) (الحجر/ 97-99).
وصفة أهداها الله لنبيه عندما ضاق صدره، وهي التسبيح والسجود، هل لنا أن نتبعها؟
أليس غاية أمانينا أن ندخل الجنة ونرافق نبينا؟
5- الإخلاص:
الإخلاص أن يكون قصد الإنسان في حركاته وسكناته وعباداته الظاهرة والباطنة خالصة لوجه الله تعالى، لا يريد بها شيئاً من حطام الدنيا أو ثناء الناس.
والإخلاص يشمل كل الأعمال سواء الخاصة بالعبادة، أو العمل، أو الأسرة، أو الأبناء، أو علاقاتك مع الآخرين.
اسأل نفسك قبل أداء أي عمل: لماذا ستقوم به؟ وماذا تقصد من ورائه؟ فإذا كان لغير وجه الله؛ فوفّر مجهودك لشيء آخر (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ) (الزمر/ 2).
6- الاستغفار:
من المهم أن نكثر من الاستغفار والندم على كل تقصير قمنا به، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ) (آل عمران/ 135).
وروى الخطيب البغدادي قال: كنا مع رسول الله(ص) في مسير فقال: "استغفروا" فاستغفرنا، فقال: "أتموها سبعين مرة"، قال: فأتممناها سبعين مرة، فقال رسول الله(ص): "ما من عبد ولا أمة استغفر في كل يوم سبعين مرة إلا غفر الله له سبعمائة ذنب، وقد خاب عبد أو أمة عمل في اليوم والليلة أكثر من سبعمائة ذنب".