fiogf49gjkf0d
 

ما بين الحق فى المواطنة والرفض الشعبى، يقف يهود ليبيا محاولين الرجوع مرة أخرى إلى الأرض التى يزعمون أنها موطنهم الأساسى ،مستغلين فرصة سقوط نظام معمر القذافى.

ما أثار هذه القضية هى أول زيارة التى قام بها اليهودى ديفيد جيربى للأراضى الليبية بعد سقوط نظام العقيد، وقيامه بإعادة افتتاح المعبد اليهودى الوحيد فى طرابلس، والذى أٌغلق منذ 44 عاما.

وقال جيربى فى تصريحات خاصة إنه كان يعيش فى إيطاليا منذ عام 1967 وغادرت أسرته ليبيا وهو فى سن 12 عاما، ودخوله للمعبد هو بداية الأمل لبناء ليبيا الجديدة وإيجاد التسامح بين كافة طوائفها، مؤكدا استعداد يهود ليبيا لمساعدة المجلس الانتقالى والقادة الجدد فى بناء الدولة مرة أخرى، إلا أن زيارة كيربى قوبلت بهجوم قوى جدا من الشعب الليبى.

كما أن رفض الليبين لم يكن لعودة اليهود فقط وإنما رفضوا تماما إقامة أى معابد يهودية خاصة وأن هناك معبد واحد فقط فى العاصمة فيما تم تحويل باقى المعابد إلى مساجد ونظم ليبيون مظاهرات، مؤكدين رفضهم إقامة معابد يهودية فوق أراضى "ليبيا الحرة"، واتهموا اليهودى الليبى العائد ديفد جربى -الذى أعاد الأحد الماضى افتتاح كنيس "دار بيشي" بالمدينة القديمة- بعلاقته بالعقيد معمر القذافى، معتبرين أن عودة اليهود إلى ليبيا هى آخر ورقة يحملها القذافى بعد انهزامه.

وخلال الفترة الماضية تم تأسيس العديد من الصفحات والجروبات على الموقع الاجتماعى "فيس بوك" تطالب بعدم السماح لأى يهودى بالرجوع مرة أخرى، بعضها جاء تحت شعار "لا لعودة يهود ليبيا"،"عودة يهود ليبيا خط أحمر" و"لا وألف لا لعودة اليهود إلى ليبيا".

كما نظمت الجالية الليبية فى القاهرة وعدد من الدول مظاهرات احتجاجا على السماح ليهود ليبيا بالعودة مرة أخرى.

وقالت علياء العبيدى، إعلامية ليبية من المتظاهرات أمام السفارة، إن عودة اليهود مسألة مرفوضة وغير قابلة للنقاش قائلة إذا أراد يهود ليبيا الرجوع فليسمحوا لإخواننا الفلسطينيين بالعودة إلى أراضيهم معتبرة أنهم ليس لديهم الحق فى الحديث عن دخول ليبيا.

فى حين اتخذ يحيى العبيدى، مؤسس جروب "لا لعودة يهود ليبيا" على موقع "الفيس بوك" موقفا أقوى، مشددا على أن الشعب الليبى متدين وملتزم ولن يسمح لهم بالدخول إلى ليبيا.

وأضاف العبيدى قائلا "حتى وإن حاول المجلس الانتقالى اتخاذ موقف إيجابى نحوهم فإن الشعب موقفه واضح وسيتم طردهم شر طردة إذا حاولوا العودة مرة أخرى إلى هذه الأرض".

وما زاد من حدة التوتر هو رد فعل المجلس الانتقالى، ورئيسه مصطفى عبد الجليل، حينما قال فى رده على تساؤل يخص هذا الشأن، إن مستقبل ليبيا هو المواطنة وكل من يحمل الجنسية الليبية أيا كانت هويته سيتمتع بالحقوق المكفولة لليبيين، بشرط ألا يكون تحصل على جنسية أخرى، لكنه قال إن الحديث عن رجوع اليهود إلى ليبيا أمر سابق لأوانه.