fiogf49gjkf0d
 

أكد العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى أن التزامه بالإصلاح راسخ لا يتزعزع منذ أن حظى بشرف خدمة الأردن.

وقال الملك عبد الله الثانى فى خطاب ألقاه امس "الجمعة" أمام منتدى قادة العالم فى جامعة كولومبيا الأمريكية الشهيرة "بالنسبة لى، فإن الربيع العربى يجلب معه الفرص لتحقيق الإصلاحات الحقيقية التى كنا نسعى إليها دوما".

وتابع " الإصلاح فى الأردن يسير قدما وأنا عازم على المضى فى هذا الطريق، ما يتطلب مشاركة الجميع لأن الديمقراطية ليست مجرد أسلوب حكم، بل نهج حياة".

وذكر بيان صادر عن الديوان الملكى الأردنى أن الملك عبد الله الثانى أشار فى كلمته إلى أن هناك ملايين الأصوات فى العالم العربى تروى الآن للعالم قصتها فى الطموح والكفاح وعدم الرضا عن الماضى والحلم بمستقبل أفضل.

ولفت إلى أنه يبرز من هذه الأصوات ثلاث مجموعات متمايزة أولها العاطلون عن العمل، مشيرا إلى أن البطالة مشكلة دولية ولكنها ليست فى أى مكان فى العالم بالحدة التى هى عليها فى منطقة الشرق الأوسط خصوصا بالنسبة للشباب الذين يشكلون أكبر جيل يافع فى تاريخنا وأغلبية السكان.

ونبه إلى أن الشرق الأوسط يعانى اليوم من أعلى نسبة بطالة فى كل مناطق العالم، حيث يوجد أكثر من واحد من أربعة بدون وظيفة كريمة ويفوق المعدل ذلك فى بعض الأماكن.

وأوضح أن المجموعة الثانية هى أصوات النساء والفتيات، وقال إن هؤلاء مصدر مهم للأفكار والطاقة الخلاقة فى المنطقة برمتها ولكنهن يرزحن تحت غطاء ثقيل من الأعباء والتمييز والتحيز ضدهن وهى أعباء قد حدت من خياراتهن ومساهمتهن .

وقال إن المجموعة الثالثة هى أصوات المهمشين، من كبار وصغار ورجال ونساء، بغض النظر عن الطائفة والمكانة الاجتماعية ممن استبعدوا عن المشاركة فى الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مشيرا إلى أن هذه الفئة من الناس تضم الفقراء والمحرومين من الخدمات الكاملة والمعزولين والمهملين.

ورأى العاهل الأردنى أن الربيع العربى هو البداية لمنطقتنا، موضحا أن المطالبة بالإصلاح هى الخطوة الأولى أما التنفيذ فهو أمر مختلف وأصعب بكثير، وقال إن التغيير عملية وليس موقفا، مؤكدا أنها ليست عملية متجانسة، بل يحددها كل بلد حسب تاريخه وظروفه وتحدياته الخاصة به.

وقال العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى إن أمام بعض الدول العربية قائمة من المهام الجسام احتاجت دول أخرى إلى أجيال لحلها، منبها إلى أن الفشل فى تحقيق التغيير هو خسارة للجميع"فبدون الإصلاح تتراجع قدرة بلادنا أكثر فأكثر على تلبية مطالب الناس بمستقبل مزدهر آمن يشارك الجميع فى بنائه".

 

وأشار إلى أن الربيع العربى حمل معه صرخة تطالب بعودة الكرامة مثلما طالبت بذهاب الأنظمة القديمة.

وقال إن الكرامة العربية جرحت وتركت تنزف المرة تلو المرة، على خلفية قضية فى غاية الأهمية تولد عنها الغضب والإحباط على مدى عقود عديدة، وهى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى.

وتابع : نجد اليوم العديد فى إسرائيل ممن يحبون أن يطمئنوا أنفسهم بأنه لا علاقة لهم بالاضطرابات المتصاعدة فى الشارع العربي..ولكن بحر التغيير الذى نراه سوف يغير للأبد من طبيعة العلاقة بين إسرائيل وجيرانها"، مشيرا إلى أن العرب يطالبون اليوم بأن يعاملوا كأنداد، وألا تعامل إسرائيل باعتبارها "استثناء" عندما تتعلق

المسألة المطروحة بالقانون الدولى وما يشتمل عليه من التزامات.

ورأى أن ما يتسم به الموقف الإسرائيلى من عدم المرونة حيال المفاوضات والمستوطنات والدولة الفلسطينية أمر غير قابل للاستدامة، وقال "إنه ما دامت المكاسب السياسية قصيرة الأمد تطغى على المصالح الإستراتيجية، فإن إسرائيل سوف تستمر فى التلاعب بمستقبل شعبها، وربما يكون المطلوب ربيع سياسات إسرائيلى نشهد فيه السياسيين هناك يتحررون من عقلية الحصار وينخرطون مع جيرانهم كأنداد لهم".