أعلن الرئيس السوداني عمر حسن البشير أن الخرطوم ستكون أول عاصمة تعترف بالدولة الجديدة في جنوب السودان إذا اختار الجنوبيون الاستقلال عن السودان في استفتاء مقرر في يناير 2011، وذلك في أول تصريح من نوعه يقر فيه باحتمال تقسيم البلاد.
وجاءت تصريحات البشير أثناء خطاب ألقاه في احتفال أقيم ببلدة يامبيو الجنوبية القريبة من الحدود مع جمهورية الكونغو الديمقراطية بحضور نائبه الأول ورئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت، في إطار إحياء الذكرى الخامسة لاتفاق السلام الذي أبرم عام 2005 وأنهى حربا أهلية طويلة.
وشمل اتفاق السلام إنشاء حكومة تتمتع باستقلال شبه ذاتي في الجنوب واقتسام الثروة النفطية ووعد باستفتاء وانتخابات عامة في السودان من المقرر أن تجري في أبريل/نيسان القادم.
وكان البرلمان السوداني أقر الشهر الماضي قانونا يمهد الطريق لإجراء الاستفتاء في الجنوب، إضافة إلى استفتاء في منطقة أبيي الغنية بالنفط والمتنازع عليها.
وأكد الرئيس السوداني أثناء خطاب في ملعب أنشئ حديثا في بلدة يامبيو ونقله التلفزيون الرسمي إن حزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي يتزعمه ما زال يريد إبقاء السودان موحدا، لكنه أوضح أنه إذا جاءت نتيجة الاستفتاء بالانفصال فإن حكومة الخرطوم ستكون أول من يعترف بهذا القرار وستؤيد الحكومة المولودة حديثا في الجنوب، وستكون جارا جيدا.
تقليل المخاوف
من جانبه قلل سلفاكير من المخاوف بأن استفتاء 2011 سيؤدي إلى مواجهة مع الشمال، مشيرا إلى أن الجنوب إذا قرر الانفصال فإنه لن ينفصل في المحيط الهندي أو المحيط الأطلسي وإنه يتعين الاستعداد لتقبل نتيجة الاستفتاء سلميا.
وقال أمام نفس الحشد إنه حتى إذا قرر الجنوب الانفصال فإن الشمال والجنوب سيبقيان متصلان اقتصاديا وسياسيا.
وفي هذا السياق أشار سلفاكير إلى أن نهر النيل سيستمر في التدفق من الجنوب إلى الشمال، موضحا أن "البدو العرب سيواصلون البحث عن المراعي وعن المياه في جنوب السودان ولن يفكر أحد في حرمانهم من هذه الحقوق". كما بيّن أنه قبل تطوير بنية أساسية مناسبة في جنوب السودان فإن النفط سيستمر في التدفق من الجنوب إلى الشمال للتصدير.
وقالت وكالة رويترز إنه يتوقع على نطاق واسع أن يختار الجنوبيون الاستقلال في الاقتراع على الانفصال أو عدمه، رغم تحذير محللين من أن مؤيدي الشمال سيقاومون فقدان السيطرة على حقول النفط في الجنوب.
ونشر محللون وناشطون سلسلة تقارير في الأسابيع الأخيرة حذروا فيها من أن الجيشين في الشمال والجنوب يعيدان تسليح نفسيهما، وأن البلاد قد تنزلق إلى حرب في الفترة السابقة على الاستفتاء في الجنوب.
ومعظم الاحتياطيات النفطية المؤكدة بالسودان تقع في الجنوب، لكن الخام ينقل إلى الشمال على البحر الأحمر عبر أنابيب نفط ومصاف تكرير في بور سودان.
كما يخشى أن يشعل الانفصال اشتباكات بين مجموعات البدو المسلحين الذين ينقلون ماشيتهم بانتظام عبر الحدود بين الشمال والجنوب بحثا عن الكلأ.