fiogf49gjkf0d
 

أوضح عمرو سعد ان شارع عبدالعزيز رصد لمصر الحقيقية قبل الثورة من عام 1986 نهاية بثورة علي الأوضاع الخاطئة والفساد الذي استشري في كل مكان والاسباب للثورة. وخلال هذه السنوات حدثت تغيرات كثيرة سواء عليه هو شخصيا أو علي المجتمع المصري بشكل عام. وشارع عبدالعزيز يرصد للشخصية المصرية بشكل كبير راصدا أحلامها وطموحاتها وانكساراتها وسقوط أحلام وتحقيق أخري فيما يعني أن هناك ما يشبه التحليل والرؤية للحالة الاجتماعية وذلك من خلال حي شارع عبدالعزيز الذي يمثل جزء من مصر وحمل المسلسل الكثير من التناقضات في الأحداث بين أفراح وشجن ومآس فالعمل لا يسير علي وتيرة واحدة فقط.

يقول عمرو سعد انا سعيد بنجاح مسلسل "شارع عبدالعزيز" وحجم المشاهدة التي حققها المسلسل في رمضان وشخصية عبدالعزيز شخصية من لحم ودم موجودة في الواقع تجسد صعوداً لشخص لا يمتلك النبل الكافي لكبح جماح شهواته وفساده يحاول الوصول إلي أهدافه مهما كانت الوسائل ويطرح مبررات مقنعة لكل أخطائه وهناك دوافع داخلية ونفسية كان لها اشد التأثير عليه بالاضافة إلي دوافع للانتقام شكلت هذه الشخصية. ونلاحظ ايضا ان هذه الدوافع بداخلها الحيرة. وتجسد العديد من الانفعالات المتناقضة في الوقت نفسه والعمل يظهر مصر بوجهها الحقيقي وواقعي بدليل ان المسلسل لم يخل من اللمسة الكوميدية ايضا لأن هذا هو واقع الشارع المصري رغم كل الصعوبات والمآسي تجد خفة الدم وانا حرصت ان تكون موجودة في المسلسل حتي نحقق للناس شيئا من البسمة لتزيد من مصداقية الشخصيات لأننا كمصريين لا يوجد بيننا شخص جد طول الوقت كلنا نضحك ونقول النكت والافيهات والضحك سمة اساسية في حياتنا سواء تجارا أو دكاترة أو بلطجية.. كلنا بنبكي ونضحك ونتخانق لو الشخصيات طول الوقت بتتكلم جد مش هتصدقها.

عن اسباب اختياره لشخصية عبدالعزيز قال عمرو سعد الأسباب كثيرة اهمها تكنيك اختيار الادوار في مرحلة ما بعد الثورة بمعني أنني قبل الثورة كنت أميل إلي "تكنيك" يعتمد علي التصدي للأدوار التي تقف علي يسار السلطة الرسمية وتواجهها وتتعامل معها بلغة مليئة بالنقد سواء في الأفلام أو حتي في مملكة الجبل. ولكن الان السلطة بمعناها التقليدي لم تعد موجودة وتصدرت سلطة الفرد المشهد واصبحت هي الحاكمة وبالتالي قررت ان اختار ادوارا تخاطب ضمير الفرد وتقف علي يساره وتنقده لتدفعه لمراجعة ذاته. اضف إلي ذلك ان المشاهد أحب عبدالعزيز وتعاطف مع فساده وهذا أمر طبيعي وهذا ما كنا نقصده لأن عبدالعزيز يمس أجزاء من كل واحد منا. فمن منا لم يخطئ أو يرتكب امرا يخفيه عن الناس؟ من منا لم يشعر بالظلم وفكر في الانتقام؟ كم واحد من شباب مصر أحب ولم يتمكن من الوصول إلي حبيبته بسبب ظروفه الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من تفاصيل حياة عبدالعزيز التي تتقاطع مع الناس. وعبدالعزيز شخصية مكتوبة من منطق الشخصية الجدعة اللذيذة التي لا تسيء لأهلها ويكرم أمه وأخاه ويحترم ذكري والده مع انه فاسد. وخفيف الدم مع أنه علي استعداد لارتكاب أي جريمة للوصول لأهدافه كأي شخص طبيعي من الأشخاص الذين نقابلهم في حياتنا اليومية نحبهم رغم أننا نعرف أنهم يخطئون ويرتكبون أفعالا غير سوية. وهذا يكرس لفكرة سلطة الفرد وأننا بهذا الطرح نرمي الكرة في ملعب الناس هل سيتقبلون الفاسد أم سيرفضونه هل سيتعاطفون معه أم سيحاسبونه علي فساده. كما ان المسلسل يرسم صورة للفساد والفاسدين كما كنا نراهم في حياتنا لأننا اكتشفنا أن الفاسدين هم من كنا نجلهم ونحترمهم ونخافهم ونكرمهم ونتمني لقاءهم. فالفاسد إنسان ظاهره خير وطيبة ووطنية وباطنه هو الذي لا نعرفه وهو الذي يحرك فساده والذكاء هنا أن تناقش الشخصيات بشكل انساني حقيقي ومن الإنصاف ان نعترف أننا نتحمل جزءا من فساد الفاسدين لأننا لم نكتشف فسادهم الآن فجأة وانما منذ أن كنت طفلا أركب الأتوبيس مع والدي وكنت اسمع الناس تتحدث عن فساد الكبار ومع ذلك كنا نسكت ونصدقهم في تصريحاتهم وكلامهم ولم نعترض عليهم ومن يتوقع ان نقوم بتجسيد شخصيات علي أنها اكتشفت فجأة أنها فاسدة فهذا أمر يدعو للسخرية وعدم التصديق لأننا جميعا لابد أن نعرف أن سقوط النظام لا يعني تنحي رئيس او رحيل رئيس وزراء ولكن انتهاء "نظام" كان يحول أي شخص يدخله ولو كان شريفا إلي شخص فاسد سواء ماليا أو إداريا أو سياسيا.

وعن ظهور صفوت الشريف في المسلسل. قال: "لم يعد هناك خوف بل اننا اكثر جرأة في تناول الاحداث الدرامية وغالبية الاعمال كانت تتحدث عن النظام البائد في اطار من الحرية كما ان هناك وضعاً وحقيقة تحدث عنها المسلسل وهي أن بطل المسلسل كان يريد تعميق علاقته بالحزب وسيصبح احد أدواته التي يستخدمها لتنفيذ أهدافه وأغراضه في الانتخابات والصعود للسلطة للحفاظ علي مكتسبات حققها. وعن سبب اختيار شخصية صفوت الشريف. كان اختياره كرمز للنظام السابق ولأنه شخصية مؤثرة في الحياة السياسية وأحد أهم أعمدة النظام السابق شخصية دراماتيكية وفي نفس الوقت هو رجل لغز بدأ حياته في المخابرات ثم الاعلام ثم مجلس الشوري وله كاريزما غريبة وتأثير غير عادي في الحياة السياسية المصرية ولابد أن نعترف أن الفساد انتقل ليكون فسادا اجتماعيا وصناعيا وثقافيا. النظام طوال 60 سنة أفسد الناس ولابد أن نحاسب أنفسنا لأننا نحن من سمحنا بفساد الفاسدين لابد ان نواجه انفسنا بمشاكلنا ونتنازل مؤقتا عن فكرة أننا شعب عظيم حتي نحاكم أنفسنا وندينها ونعدل من وضعها لأننا نحن من سمحنا للرئيس بأن يحكمنا 30 سنة وسمحنا لكل رئيس ان يحكمنا حتي الموت ورضينا بأن نورث طوال حياتنا منذ الملك وحتي .2011

ويشير عمرو سعد إلي أن مسلسل "شارع عبدالعزيز" يحمل في مضمونه واقع مصر وان يصبح الشارع يحمل اسم بطل العمل تأكيد علي مضمون العمل كما انني حرصت ان اذهب لرؤية الشارع علي الطبيعة قبل التصوير ورصدت الحالة النهائية للشارع رغم انني في مراحل كثيرة من حياتي ترددت علي الشارع مثل كل المصريين واذكر هنا تحية لمهندسة الديكور هاجر فوزي التي درست تاريخ الشارع وقامت ببنائه علي أحسن ما يكون لدرجة انها بنت واجهات العمارات كما كانت في الخمسينيات ثم حولتها لمحال تجارية كما تم في الواقع وكذلك المخرج أحمد يسري ومدير التصوير حسين عسر صنعا حركة داخل الشارع عبقرية باستخدام مجاميع كثيفة وحركة كاميرا مميزة.

وعن اعماله القادمة قال عمرو سعد أنا حاليا في فترة راحة ولدي عدد من الأعمال لرمضان القادم اختار ما يناسبني منها واجهز لفيلم جديد.