fiogf49gjkf0d
 

إذا اعتبرنا أنه من السهل على أى فنان أن يحشد كراهية المشاهد من خلال أدائه شخصيات الشر فمن المؤكد أن منتهى الصعب أن تقدم شخصية يكرهها المشاهد إلى درجة الغيظ وفى المشهد التالى يتعاطف معها إلى حد الانشغال وفى مشاهد أخرى تعجب بسماته البطولية، فتلك موهبة استثنائية يملكها ماجد المصرى.

تلك التوليفة الدرامية التى شكلها سيناريو مسلسل آدم لشخصية سيف الحديدى ضابط أمن الدولة الشرير، هى تحد بأى مقياس أمام أى ممثل مهما كانت خبرته وتلك المتناقضات التى حملتها الشخصية مثل أى شخصية إنسانية.

ماجد المصرى قدم شخصية سيف الحديدى بمهارة بالغة فى جهاز أمن الدولة تكرهه وهو يعذب المواطنين وفى المشهد التالى مباشرة تتعاطف معه عندما تجد دموعه وهو يبكى أمام أمه مثل الطفل لأنه يعانى من العقم، كما أنك تغضب عليه وهو يضرب زوجته حتى يجهضها ثم تعجب به وهو فى جولات التحدى مع رئيسه فى رفضه للتدخل الأجنبى، التركيبة النفسية التى تجمع بين ضعف الإنسان المظلوم وعقد الشخص العاجز وبطش ضابط يشعر بالسلطة المطلقة، هى مكمن الصعوبة فى شخصية سيف الحديدى، والتى قدمها بمهارة منقطعة النظير، الشخصية التى تشعر أمامها بالحيرة، وهنا عبقرية الأداء فى تقديم نموذج إنسانى حقيقى، يجمع بين الخير والشر فى نفس الوقت، يختلف عن النمط الكلاسيكى لمثل هذه الشخصيات التى يظهر عليها الشر المطلق، هنا نجد فى ماجد المصرى فنان متمكن من أدواته التمثيلية والانفعالية، جوكر تمثيل يلعب على مجموعة من الأنماط الإنسانية والمشاعر كعازف ماهر متمكن من آلته، وإذا كنت تريد أن ترى عن قرب نموذجا حقيقيا لضابط أمن الدولة المفترى فى أساليبه الرخيصة وتجاوزاته والتجاوز فى حق المواطنين فأنت لا تحتاج أكثر من أن تشاهد ماجد المصرى الذى وصل إلى منتهى الإتقان فى الشخصية وأظن أنه تحد يصل إلى درجة المستحيل يتحين على أى فنان يفكر فى تجسيد مثل هذه الشخصية بعد ماجد المصرى.