fiogf49gjkf0d
 

التجربة الدرامية الأولى لأى فنان اعتاد على عدسة السينما تكون مغامرة محفوفة بالمخاطر، لأنه عادة ما يقع فى فخ المبالغات أو الأداء المفتعل، أو اللجوء إلى شكل مستهلك للبطولة النمطية فى المسلسلات، خصوصا أن المشهد التلفزيونى هو الأصعب بخلاف أن كاميرا الفيديو حتى بتكنيك سينمائى تكشف الكثير من عيوب الأداء، إلا أن تامر حسنى فاجأنا بأدائه لشخصية آدم، تلك التى انتصر عليها رغم صعوبة الشخصية وتركيبتها المليئة بالتفاصيل، ورغم أن مثل هذه الشخصية فى ظاهرها وردت بالعديد من الأعمال التى تتناول حياة هذه الشريحة من المجتمع المصرى، إلا أن تامر كسر نمطية تلك الشخصية بابتعاده عن المبالغات والافتعال الذى ربما يقع فيه النجوم الأكثر خبرة وتاريخا منه، فحمل تامر قدرا كبيرا من الصدق فى أداء الشخصية.

نجح تامر فى كسر الحاجز الزجاجى الذى عادة ما يقف بين أى عمل درامى والمشاهد، ويقيد أى مسلسل فلا يخرج عن كونه حكاية مصورة، ووصل تامر إلى ما هو أعمق من واقعية الأداء الذى يصل بك إلى حد شعورك بأن آدم ليس شخصية فى عمل درامى إنما أبعد، فيسلم المشاهد بان آدم هو شخصية موجودة فعلا فى حيز حياته، من خلال الأداء البسيط والمنطقى لشخصية البطل الشعبى الذى يخرج من الحارة المصرية، حيث يحمل كل متناقضات وصفات المواطن المصرى العادى، فى لحظات الشجاعة والتى تظهر فيها شهامة الشاب المصرى، وأيضا لحظات الضعف التى يشعر فيها باليأس والهزيمة ولحظات التحدى الذى يقف فيها أمام أى أحد حتى لو كان ضابطا فى جهاز أمن الدولة، وأيضا لحظات يشعر فيها بالألم، وهنا نجح تامر فى استغلال أدواته التمثيلية بشكل منظم، وكل فى مكانها، استخدام نبرة هادئة من الصوت فى المشاهد العادية، يرتفع فى الوقت المناسب بقدر ما يحتاجه الموقف، حتى فى أقصى درجات الأسى عندما ذهب إلى قبر والده يرثى رحيله قدم المشهد، دون ضجيج وصراخ، كما تمكن تامر من توجيه إحساسه للتمييز فى التعبير عن مشاعر الحب مع حبيبته، ومشاعر الإخاء مع نانسى التى أوقعته الظروف فى طريقها، وفى المشهد الذى يضرب فيه الشخص الأمريكى بالرصاص قدم المشهد لشخص فعلا يستخدم المسدس لأول مرة من خلال ملامح الوجه، وحتى فى مشاهد المعارك والمشاجرات فهى منطقية بالنسبة لشاب مصرى، مثل التى نراها فى شوارعنا، فهو يستخدم الحركات العادية ولم يلجأ مثلا إلى حركات قتالية محترفة ومنظمة كعادة أبطال الدراما، نجح تامر حسنى من خلال شخصية آدم أن يقدم نموذجا واقعيا ومنطقيا لشخصية الهيرو، يستطيع المشاهد أن يعيش معها ويصدقها على مدار الحلقات، بل من الممكن أن يتحول كل مشاهد فى حياته إلى آدم.