لم يتردد أهالي منطقة مزرعة البط في دار السلام، لحظة عندما سمعوا صوت صراخ سيدة تستغيث بهم لإنقاذ ابنتها "عالية"، (22 عاما) من عنف نجلها الأكبر "محمد" المريض النفسي، إذ هرعوا إلى العقار لكنهم صدموا عندما رأوا الفتاة ملقاة على الأرض جثة، ورأوا رأسها متفتته والدماء حولها من كل جانب، بعدما هشمها شقيقها الأكبر بـ"حجر" رخامي.
منذ 13 عاما، تعرض الشاب محمد عبدالباري، (34 عاما)، عاطل، لحادث سرقة بالإكراه، ضٌرب خلال على رأسه، ما تسبب في انسداد بالشرايين وإصابته بخلل في رأسه، ومنذ هذه اللحظة وتغيرت حياته إلى الأسوأ.
"أخويا كان سباك وكسيب.. ودماغه توزن بلد لكن بعد الحادثة انقلبت حياته".. قالتها "أم سماح" شقيقته، وهي تغالب دموعها قبل أن تضيف: "لفينا كل المستشفيات وغلبنا معاه لكن ما عرفاناش نعالجه ولا نحجزه بسبب سوء حالته".
توقفت الأخت الكبرى لحظات تلتقط أنفاسها، وقالت: "دايما كنا بنصرف عليه ونلبسه عشان ما يبقاش زي ولاد الشارع"، بدموع تنساب على وجنتيها تكمل "كان يؤذينا.. مرة يضرب أمه ويكسرها، ومره يرمي مراته من الشباك لحد ما قتل أخته".
أضافت: "اتجوز بنت عمنا رغم إننا نصحناها بمرضه لكن الحب كان أقوى مننا، اتجوز وبعد 30 يوم جواز رماها من الشباك، بعدها طلبت الطلاق، وبمرور 9 شهور خلفت بينت وهي حاليا عندها 12 سنة، كان نفسنا ينصلح حاله بس هنعمل ايه".
وأثناء حديثها التقطت الأخت الوسطى طرف الحديث، قائلة "يوم عيد الأم ضرب أمه، بدلا من تقديم هدية.. كسر دراعها وبعض الكدمات في وشها"، موضحة أنها على الفور توجهت لمستشفى العباسية لحجزه لكن تعدى "محمد" عليها بالضرب وتركها أمام المدرسة وعاد إلى المنزل مرة ثانية".
وتكمل: "اتحالينا على أمي تسيب البيت وتيجي معايا بيت جوزي لكن ما رضيتش وقالت هفضل هنا لحد ما أموت.. كنت عارفة إن هيحصل حاجه ليها أو لأختي اللي عايشين معاه".
ويوم الواقعة تقول الأم: "أنا صحيت وجهزت طبق الفول وحتة جبنه عشان نفطر أنا وعالية، لكن محمد جه وعايز يسخن طبق الفول، قولناله إن الشعلة بايظة ولو فتحتها هتهب فينا وهتحرقنا، وحدثت مشادة بينه وبين أخته صوت عشان حد يلحقنا لكن فضل يضرب فيها بحجر رخامي".
وقال الحاج حتاته الذي يقطن بالمنزل المجاور للواقعة: "سمعنا صوات عرفنا إن محمد بيضربهم كالعادة، طلعنا كلنا عشان نخلصهم من إيده لكن وصلنا متأخرين أول ما السيدة العجوزة فتحت البيت لقينا عالية واقعة على الأرض ودماغها متساوية بالأرض وقطعة حجر رخامي على رأسها ومحمد هرب من الشباك، بعدها طلبنا الشرطة على طول".
وأمرت نيابة دار السلام الجزئية بإحالة الشاب إلى محكمة جنح دار السلام لاتخاذ اللازم، بعدما تبين أنه مريض نفسي، بتهمة قتل شقيقته باستخدام "حجر" بعد مشادة كلامية بينهما.
تعود تفاصيل الواقعة إلى تلقى رجال مباحث قسم شرطة دار السلام، بلاغا يفيد بمقتل فتاة في منطقة عزبة خيرالله، بدائرة القسم، وعلى الفور انتقلت قوة من مباحث القسم برئاسة المقدم شادي الشاهد، رئيس المباحث إلى مكان الواقعة.
وتبين أن الجثة لفتاة تبلغ من العمر 22 عاما، ومصابة بتهشم في الجمجمة ونقلت الجثة للمشرحة بمعرفة النيابة
وتبين من التحريات أن وراء ارتكاب الواقعة شقيق الضحية، وأنه اعتدى عليها بالضرب وهشم رأسها باستخدام حجر إثر مشادة كلامية بينهما داخل المنزل عقب تجهيزها الطعام له.