اعتاد أهالى القرية على مساعدة جارهم فتحى وزوجته راوية فى أعمال الزراعة وجنى المحاصيل بالحقل لعدم وجود من يعاونهما بسبب عدم الإنجاب.

ومع مرور السنوات بدأ الأهالى رويدًا رويدًا فى الابتعاد عنهما بسبب انشغالهم فى حقولهم، ما اضطر فتحى إلى الاستعانة إلى العمالة بالأجر والتى يحصلون على أموال كثيرة دون القيام بالعمل المناسب ما تسبب فى خسائر فادحة لفتحى وزوجته التى قالت له لازم تتزوج يا فتحى بزوجة جديدة حتى تنجب الولد الذى يساعدنا فى العمل بالحقل ويرث ما نملكه بعد وفاتنا، ورد عليها باستغراب كيف بعد هذه السنوات الطويلة أتزوج، فردت أنه الحل الوحيد وأنها اختارت جارتهما الأرملة فاتن لتكون الزوجة الثانية التى سوف تنجب الابن المنتظر.

وتم الاتفاق وتجهيز غرفة للزوجة الجديدة داخل المنزل وتم الزواج وانضمت فاتن إلى أفراد الأسرة حيث يتجه ثلاثتهم إلى العمل بالحقل فى الصباح الباكر والعودة مع غروب الشمس، وبعد أسابيع قليلة، أعلنت العروس أنها حامل وسيطرت الفرحة بقرب قدوم ولى العهد.

وبعد مرور أشهر الحمل أنجبت فاتن بنتاً وأصيب الجميع بالإحباط المؤقت لكن سرعان ما انتهى بعد أن قررت راوية أنه يجب الانتطار للمولود الثانى وأنه سيكون ذكراً، وتغيبت فاتن عن العمل بالحقل وانتظرت داخل المنزل لترعى طفلتها الصغيرة وتجهيز الطعام لأفراد الأسرة.

ومرت ثلاث سنوات أعلنت بعدها الزوجة الثانية أنها حامل فى طفلها الثانى وهنا دخل الشك قلب الزوجة الأولى خاصة بعد أن تعرض الزوج إلى مشاكل صحية ألمت به لعدة شهور، وأنه لا يستطيع معاشرة زوجته.

ووسوست لزوجها أن الجنين الذى تحمله الزوجة الثانية ليس من صلبه وجن جنون الزوج الذى أكد لزوجته الأولى أنه لا بد من التخلص من أم ابنته حتى يغسل العار الذى لحق به دون أن يتأكد منه.

وجلس الزوجان لوضع خطة لقتل الزوجة الثانية وكان الشيطان ثالثهما حيث وسوس لهم بقتلها وابنتها ودفنهما، لأنه يشك أن حتى الطفلة الأولى ليست ابنته.

وبدأ تنفيذ الخطة عندما تحججت الزوجة الأولى بأنها مرهقة وغير قادرة على العمل بالحقل وتفضل البقاء فى المنزل وإعداد الطعام.

وذهبت الزوجة الثانية مع زوجها إلى الحقل ومع نهاية اليوم عادا إلى المنزل حيث تناولا الطعام التى وضعت به الزوجة الأولى سمًا قاتلًا فى الطبق الخاص بفاتن التى أصيبت بحالة إعياء شديد عقب تناولها الطعام وعلى الفور لفظت أنفاسها الأخيرة.

وكان الزوج قد أعد حفرة أمام المنزل وتم وضع الضحية فى الحفرة أطلقت الطفلة الصغيرة عدة صرخات على والدتها وخوفاً من الفضيحة قام الأب بدفن ابنته الصغيرة وهى على قيد الحياة مع أمها وتم تغطيتهما بالتراب وجلسا داخل المنزل وكأن شيئاً لم يكن.

ومع قدوم الصباح أكد لجيرانهما أن فاتن وابنتها قد غادرا القرية لزيارة بعض الأقارب وسوف تعود بعد فترة، واعتقد الزوجان أن أمرهما لم يكتشف وتدخلت العناية الإلهية لكشف جريمتها البشعة ولكن شاء القدر أن رآهما أحد الجيران أثناء قيامهما بدفن الجثة، تم القبض على الزوجين واعترفا بجريمتهما التى يندى لها الجبين وبررت الزوجة الأولى أنهما قاما بقتل الزوجة الثانية ودفن طفلتها حية لأنها حملت بها سفاحًا وأرادا أن يتخلصا من عارها.. ولكن كيف ذلك؟ وهى من سعت بكل قوتها لزواج زوجها لإنجاب أطفال وأنها هى من اختارت له العروس وهى أيضًا من خططت للقتل.. وهى أيضًا من أعدت الطعام ووضعت السم للقتيلة وهى من دفعت الزوج لوضع الطفلة حية فى الحفرة مع جثة أمها.. أى إجرام هذا وأى جبروت يملكه هذه العجوز التى غلبت الشيطان فى أفعالها.. وتوافرت فى الجريمة جوانب القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد ودفن الطفلة حية.. وكان قرار المحكمة العادل هو إحالة أوراق الزوجين إلى المفتى لأخذ الرأى فى إعدامهما.. بعد أن تبين أن الزوجة الثانية بريئة من كل التهم التى حاولت العجوز إلحاقها بها.. قتلت. ونالت سمعتها الفضيحة وكان من نصيب الزوجين الإعدام.